وقال الزجاج هذه الأصنام كانت لقوم نوح ثم صارت إلى العرب فكان ود لكلب و سواع لهمدان و يغوث لبني غطيف وهم حي من مراد وقيل لما جاء الطوفان غطى على هذه الأصنام وطمها التراب فلما ظهرت بعد الطوفان صارت إلى هؤلاء المذكورين قال الواقدي كان ود على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث على صورة أسد و يعوق على صورة فرس و نسر على صورة النسر من الطير
قوله تعالى وقد أضلوا كثيرا فيه قولان
أحدهما وقد أضلت الأصنام كثيرا من الناس أي ضلوا بسببها
والثاني وقد أضل الكبراء كثيرا من الناس ولا تزد الظالمين يعني الكافرين إلا ضلالا وهذا دعاء من نوح عليهم لما أعلمه الله أنهم لا يؤمنون
مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا
قوله تعالى مما خطيآتهم ما صلة والمعنى من خطيآتهم أي من أجلها وسببها وقرأ أبو عمرو مما خطاياهم وقرأ أبو الجوزاء والجحدري خطيأتهم من غير ألف أغرقوا فأدخلوا نارا قال ابن السائب المعنى سيدخلون في الآخرة نارا فجاء لفظ الماضي بمعنى الاستقبال لأن الوعد حق هذا قول الأكثرين وقال الضحاك فأدخلوا نارا في الدنيا وذلك أنهم كانوا يغرقون من جانب ويحترقون في الماء من جانب


الصفحة التالية
Icon