الخير فيه حياة كل شيء فأنبتتا به جنات وهي البساتين وحب الحصيد أراد الحب الحصيد فأضافه إلى نفسه كقوله لهو حق اليقين الواقعة ٩٥ وقوله من حبل الوريد ق ١٦ فالحبل هو الوريد وكما يقال صلاة الأولى يراد الصلاة الأولى ويقال مسجد الجامع يراد المسجد الجامع وإنما تضاف هذه الأشياء إلى أنفسها لاختلاف لفظ اسمها وهذا قول الفراء وابن قتيبة وقال غيرهما أراد حب النبت الحصيد والنخل أي وأنبتنا النخل باسقات وبسوقها طولها قال ابن قتيبة يقال بسق الشيء يبسق بسوقا إذا طال والنضيد المنضود بعضه فوق بعض وذلك قبل أن يتفتح فاذا انشق جف طلعه وتفرق لبس بنضيد
قوله تعالى زرقا للعباد أي أنبتنا هذه الأشياء للرزق وأحيينا به أي بالمطر بلدة ميتا كذلك الخروج من القبور
ثم ذكر الأمم المكذبة بما بعد هذا وقد سبق بيانه إلى قوله فحق وعيد أي وجب عليهم عذابي
أفعيينا بالخلق الأول هذا جواب لقولهم ذلك رجع بعيد والمعنى أعجزنا عن ابتداء الخلق وهو الخلق الأول فنعيا بالبعث وهو الخلق الثاني وهذا تقرير لهم لأنهم اعرتفوا أنه الخالق وأنكروا البعث بل هم في لبس أي في شك من خلق جديد وهو البعث
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ