وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي ٠من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي ﷺ كان ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء، دعا بعض من كان يكتب، فيقول، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (١٥) النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا وفي " صحيح مسلم " (١٦)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي ﷺ ذات ليلة، فقرأ النبي ﷺ البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، وروى البخاري (١٧)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه :" تجور قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة. ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه، صار هذا مما سنة الخلفاء الراشدون، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها " أهـ.
كتابة القرآن وجمعه
لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : في عهد النبي ﷺ، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف وكان القراء عددا كبيرا.