ولا يلزم من قوله :(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ)(يونس: الآية ٩٤) أن يكون الشك جائزا على الرسول ﷺ، أو واقعا منه. ألا ترى قوله تعالى :(قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف: ٨١) هل يلزم منه أن يكون الولد جائزا على الله تعالى أو حاصلا ؟ كلا، فهذا لم يكن حاصلا، ولا جائزا على الله تعالى، قال الله تعالى :( وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم: ٩٢) (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم: ٩٣)
ولا يلزم من قوله تعالى :(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(البقرة: الآية ١٤٧) أن يكون الامتراء واقعا من الرسول ﷺ، لأن النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لم يقع منه، ألا ترى قوله تعالى :(وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (القصص: ٨٧) ومن المعلوم أنهم لم يصدون النبي ﷺ عن آيات الله، وأن النبي ﷺ لم يقع منه شرك. والغرض من توجيه النهي إلى من لا يقع منه : التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم، وبهذا يزول الاشتباه، وظن ما لا يليق بالرسول ﷺ.
أنواع التشابه في القرآن
التشابه الواقع في القرآن نوعان :


الصفحة التالية
Icon