ب- ومنهم من أكثر منها، وجردها من الأسانيد غالبا، فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيميه (٧) عن تفسيره : إنه مختصر من الثعلبي، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعية والآراء المبتدعة، وقال عن الثعلبي : إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير.
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا.
الضمير
الضمير لغة : من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو الإخفاء لكثرة استتاره.
وفي الاصطلاح : ما كني به عن الظاهر اختصارا وقيل : ما دل على حضور، أو غيبة لا من مادتهما.
فالدال على الحضور نوعان :
أحدهما : ما وضع للمتكلم مثل :(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه)(غافر: الآية ٤٤).
الثاني : ما وضع للمخاطب مثل :(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: الآية ٧).
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلاله الحضور عنه. والدال على الغائب، ما وضع للغائب. ولابد له من مرجع يعود عليه.
والأصل في المرجع أن يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل :(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية ٤٥).
وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل :( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: الآية ٨).
وقد يسبق لفظا لا رتبة مثل :(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربُه)(البقرة: الآية ١٢٤) وقد يسبق رتبة لا لفظا مثل :(حمل كتابه الطالب ).
وقد يكون مفهوما من السياق مثل :( وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد)(النساء: الآية ١١) فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله :(مما ترك ).


الصفحة التالية
Icon