يسجد له من في السماوات ومن في الأَرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} ويقابله،﴿وكثير حق عليه العذاب﴾ فلا يسجد - والعياذ بالله - ﴿والسماء رفعها﴾ يعني ورفع السماء ولم يحدد في القرآن الكريم مقدار هذا الرفع، لكن جاءت السنة بذلك، فهي رفيعة عظيمة ارتفاعاً عظيماً شاهقاً، ﴿ووضع الميزان ﴾ أي: وضع العدل، والدليل على أن المراد بالميزان هنا العدل قوله تعالى: ﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان﴾ يعني العدل، وليس المراد بالميزان هنا الميزان ذا الكفتين المعروف ولكن المراد بالميزان العدل، ومعنى وضع الميزان أي أثبته للناس، ليقوموا بالقسط أي بالعدل ﴿ألا تطغوا في الميزان ﴾ يعني ألا تطغوا في العدل، يعني وضع العدل لئلا تطغوا في العدل فتجوروا، فتحكم للشخص وهو لا يستحق، أو على الشخص وهو لا يستحق، ﴿وأقيموا الوزن بالقسط ﴾، يعني وزنكم للأشياء، أقيموه ولا تبخسوه فتنقصوا، لهذا قال: ﴿ولا تخسروا الميزان ﴾ أي لا تخسروا الموزون، فصار الميزان يختلف في مواضعه الثلاثة: ﴿ووضع الميزان ﴾ أي: العدل ﴿ألا تطغوا في الميزان ﴾ لا تجوروا في الوزن ﴿ولا تخسروا الميزان ﴾ أي: الموزون.
﴿والأَرض وضعها للأَنام ﴾ يعني: أن من نعم الله - عز وجل - أن الله وضع الأرض للأنام أي: أنزلها بالنسبة للسماء، والأنام هم الخلق، ففيها الإنس، وفيها الجن، وفيها الملائكة، تنزل بأمر الله - عز وجل - من السماء، وإن كان مقر الملائكة في السماء لكن ينزلون إلى الأرض، مثل الملكين اللذين عن اليمين وعن الشمال قعيد، والملائكة الذين يحفظون من أمر الله المعقبات، والملائكة الذين ينزلون في ليلة القدر وغير ذلك، ﴿فيها﴾، أي في الأرض ﴿فاكهة﴾ أي: ثمار يتفكه بها الناس، وأنواع الفاكهة كثيرة، كالعنب والرمان والتفاح والبرتقال وغيرها ﴿والنخل ذات الأَكمام ﴾ نص على النخل، لأن ثمرتها أفضل الثمار فهي حلوى وغذاء وفاكهة،


الصفحة التالية
Icon