درجاتهم وعلى حسب أحوالهم، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على العباد. ﴿وبنينا فوقكم سبعاً شداداً﴾ وهي السماوات السبع، وصفها الله تعالى بالشداد لأنها قوية كما قال تعالى: ﴿والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون﴾ [الذاريات: ٤٧]. أي بنيناها بقوة. ﴿وجعلنا سراجاً وهَّاجاً﴾ يعني بذلك الشمس فهي سراج مضيء، وهي أيضاً ذات حرارة عظيمة. ﴿وهاجاً﴾ أي وقَّادة، وحرارتها في أيام الصيف حرارة شديدة مع بعدها الساحق عن الأرض، فما ظنك بما يقرب منها، ثم إنها تكون في أيام الحر في شدة حرها من فيح جهنم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم». وقال عليه الصلاة والسلام: «اشتكت النار إلى الله فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم، وأشد ما يكون من الحر من فيح جهنم». ومع ذلك فإن فيها مصلحة عظيمة للخلق فهي توفر على الخلق أموالاً عظيمة في أيام النهار حيث يستغني الناس بها عن إيقاد الأنوار، وكذلك الطاقة التي تستخرج منها تكون فيها فوائد كثيرة، وكذلك إنضاج الثمار وغير هذا من الفوائد العديدة من هذا السراج الذي جعله الله عز وجل لعباده.


الصفحة التالية
Icon