وكنا قوماً ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} قال الله تعالى وهو أرحم الراحمين: ﴿اخسئوا فيها ولا تكلمون﴾ [المؤمنون: ١٠٦ ـ ١٠٨]. أبلغ من هذا الإذلال ﴿اخسئوا فيها ولا تكلمون﴾ يقوله أرحم الراحمين، فمن يرحمهم بعد الرحمن؟! لا راحم لهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن أهون أهل النار عذاباً من عليه نعلان يغلي منهما دماغه، ولا يرى أن أحداً أشد منه عذاباً يرى أنه أشد الناس عذاباً وهو أهونهم عذاباً، وعليه نعلان يغلي منهما الدماغ، النعلان في أسفل البدن والدماغ في أعلاه، فإذا كان أعلى البدن يغلي من أسفله، فالوسط من باب أشد ـ أجارنا الله وإياكم من النار ـ ﴿فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد﴾ لأنهم ـ والعياذ بالله ـ يوثقون ﴿ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه﴾ [الحاقة: ٣٢]. أدخلوه في هذه السلسلة تغل أيديهم ـ نسأل الله العافية ـ ولا أحد يتصور الان ما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب. إذن على الإنسان أن يستعد قبل أن ﴿يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد﴾.