. ٥ ومنها: وجوب صلاة الجماعة؛ لقوله تعالى: ﴿ واركعوا مع الراكعين ﴾؛ هكذا استدل بها بعض العلماء؛ ولكن في هذا الاستدلال شيء؛ لأنه لا يلزم من المعية المصاحبة في الفعل؛ ولهذا قيل لمريم: ﴿اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين﴾ : والنساء ليس عليهن جماعة؛ إذاً لا نسلم أن هذه الآية تدل على وجوب صلاة الجماعة؛ ولكن. الحمد لله. وجوب صلاة الجماعة ثابت بأدلة أخرى ظاهرة من الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم..
القرآن
)أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة: ٤٤)
التفسير:
.﴿ ٤٤ ﴾ قوله تعالى: ﴿ أتأمرون الناس بالبر... ﴾: الاستفهام هنا للإنكار؛ والمراد إنكار أمر الناس بالبر مع نسيان النفس؛ إذ النفس أولى أن يبدأ بها؛ و "البر" هو الخير؛ قال أهل التفسير: إن الواحد منهم يأمر أقاربه باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: إنه حق؛ لكن تمنعه رئاسته، وجاهه أن يؤمن به؛ ومن أمثلة ذلك أن النبي ﷺ عاد غلاماً من اليهود كان مريضاً، فحضر أجله والنبي ﷺ عنده؛ فدعاه النبي ﷺ إلى الرشد، فنظر إلى أبيه كأنه يستشيره، فقال له أبوه: "أطع أبا القاسم". وأبوه يهودي. ، فتشهد الغلام شهادة الحق، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار"(١) أي بدعوتي؛ إذاً هؤلاء اليهود من أحبارهم من يأمر الناس بالبر. وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكنه ينسى نفسه، ولا يؤمن؛ فقال الله تعالى: ﴿ وأنتم تتلون الكتاب ﴾ أي تقرؤون التوراة؛ والجملة هنا حالية. أي والحال أنكم تتلون الكتاب. ؛ فلم تأمروا بالبر إلا عن علم؛ ولكن مع ذلك ﴿ تنسون أنفسكم ﴾ أي تتركونها، فلا تأمرونها بالبر..