.﴿ ٤٧ ﴾ قوله تعالى: ﴿ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي ﴾ أي بألسنتكم، وقلوبكم؛ والمراد بـ "النعمة". وإن كانت مفردة. جميع النعم، كما قال الله تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾ (إبراهيم: ٣٤)
قوله تعالى: ﴿ التي أنعمت عليكم ﴾: وهي نعم كثيرة؛ منها ما ذكَّرَهم بها نبيهم موسى. عليه الصلاة والسلام. ، حيث قال: ﴿اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين﴾ [المائدة: ٢٠] : وهي نعم عظيمة دينية، ودنيوية؛ فالدينية في قوله: ﴿إذ جعل فيكم أنبياء﴾ ؛ والدنيوية في قوله: ﴿وجعلكم ملوكاً﴾ ؛ و ﴿آتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين﴾ : من النعمتين..
قوله تعالى: ﴿ وفضلتكم على العالمين ﴾ أي جعلتكم أفضل من غيركم؛ والمراد عالَم زمانهم؛ وأصل "عالمين" كل من سوى الله، كما قال تعالى: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ [الفاتحة] ؛ فليس ثم إلا رب، ومربوب؛ العالَم: مربوب؛ والله: رب؛ فالعالَم من سوى الله؛ وسمي عالماً؛ لأنه عَلَم على خالقه؛ فإن العالم من آيات الله سبحانه وتعالى الدالة على كمال علمه، وقدرته، وسلطانه، وحكمته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآية: أنه يجب على بني إسرائيل أن يذكروا نعمة الله عليهم، فيقوموا بشكرها؛ ومن شكرها أن يتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم
. ٢ ومنها: إظهار أن هذه النعمة لم تأت بكسبهم، ولا بكدِّهم، ولا بإرث عن آبائهم؛ وإنما هي بنعمة الله عليهم؛ لقوله تعالى: ( أنعمت عليكم )


الصفحة التالية
Icon