قوله تعالى: ﴿ يذبحون أبنائكم ﴾: الفعل مضَعَّف. أي مشدد. للمبالغة؛ لكثرة من يذْبحون، وعظم ذبحهم؛ هذا وقد جاء في سورة الأعراف: ﴿ يقتلون ﴾ وهو بمعنى ﴿ يذبحون ﴾؛ ويحتمل أن يكون مغايراً له؛ فيُحمل على أنهم يقتلون بعضاً بغير الذبح، ويذبحون بعضاً؛ وعلى كلِّ فالجملة بيان لقوله تعالى: ﴿ يسومونكم سوء العذاب﴾؛ هذا وجاء في سورة إبراهيم: ﴿ يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ﴾ بالواو عطفاً على قوله تعالى: ﴿ يسومونكم ﴾؛ والعطف يقتضي المغايرة؛ فيكون المعنى أنهم جمعوا بين سوم العذاب. وهو التنكيل، والتعذيب. وبين الذبح..
قوله تعالى: ﴿ ويستحيون نساءكم ﴾ أي يستبقون نساءكم؛ لأنه إذا ذهب الرجال، وبقيت النساء ذلّ الشعب، وانكسرت شوكته؛ لأن النساء ليس عندهن من يدافع، ويبقين خدماً لآل فرعون؛ وهذا. والعياذ بالله. من أعظم ما يكون من الإذلال؛ ومع هذا أنجاهم الله تعالى من آل فرعون، وأورثهم ديار آل فرعون، كما قال تعالى: ﴿فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك وأورثناها بني إسرائيل﴾ [الشعراء: ٥٧. ٥٩] وقال تعالى: ﴿كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوماً آخرين﴾ [الدخان: ٢٥. ٢٨]. وهم بنو إسرائيل...
قوله تعالى: ﴿ وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ﴾ أي وفي إنجائكم من آل فرعون ابتلاء من الله عزّ وجل عظيم. أي اختبار عظيم. ؛ ليعلم من يشكر منكم، ومن لا يشكر..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآية: تذكير الله تعالى لبني إسرائيل نعمته عليهم بإنجائهم من آل فرعون..
. ٢ ومنها: أن الإنجاء من العدو نعمة كبيرة ينعم الله بها على العبد؛ ولهذا ذكرهم الله بها في قوله تعالى:
( نجيناكم )