قوله تعالى: ﴿ إن الذين كفروا ﴾ أي بما يجب الإيمان به..
قوله تعالى: ﴿ سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ﴾: هذا تسلية من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم. لا اعتذاراً للكفار. ، ولا تيئيساً له ﷺ و "الإنذار" هو الإعلام المقرون بالتخويف؛ والرسول ﷺ بشير، ونذير؛ بشير معلم بما يسر بالنسبة للمؤمنين؛ نذير معلم بما يسوء بالنسبة للكافرين؛ فإنذار النبي ﷺ وعدمه بالنسبة لهؤلاء الكفار المعاندين، والمخاصمين. الذين تبين لهم الحق، ولكن جحدوه. مستوٍ عليهم..
وقوله تعالى: ﴿ لا يؤمنون ﴾: هذا محط الفائدة في نفي التساوي. أي إنهم أنذرتهم أم لم تنذرهم. لا يؤمنون؛ وتعليل ذلك قوله تعالى: ( ختم الله على قلوبهم )
و "الختم" : الطبع؛ و"الطبع" هو أن الإنسان إذا أغلق شيئاً ختم عليه من أجل ألا يخرج منه شيء، ولا يدخل إليه شيء؛ وهكذا فهؤلاء. والعياذ بالله. قلوبهم مختوم عليها لا يصدر منها خير، ولا يصل إليها خير..
.﴿ ٧ ﴾ قوله تعالى: ﴿ وعلى سمعهم ﴾ أي وختم على سمعهم، فهي معطوفة على قوله تعالى: ﴿ على قلوبهم ﴾؛ والختم على الأذن: أن لا تسمع خيراً تنتفع به..
قوله تعالى: ﴿ وعلى أبصارهم غشاوة ﴾: الواو للاستئناف؛ فالجملة مستقلة عما قبلها؛ فهي مبتدأ، وخبر مقدم؛ ويحتمل أن تكون الواو عاطفة، لكن عطف جملة على جملة؛ و﴿ غشاوة ﴾ أي غطاء يحول بينها وبين النظر إلى الحق؛ ولو نظرت لم تنتفع..
قوله تعالى: ﴿ ولهم ﴾ أي لهؤلاء الكفار الذين بقوا على كفرهم ﴿ عذاب عظيم ﴾: وهو عذاب النار؛ وعظمه الله تعالى؛ لأنه لا يوجد أشد من عذاب النار..
انتهى الكلام على الصنف الثاني من أصناف الخلق، وهم الكفار الخُلَّص الصرحاء..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآيتين: تسلية الرسول ﷺ حين يردُّه الكفار، ولا يَقبلون دعوته..


الصفحة التالية
Icon