. ٤ ومنها: أنه ينبغي التعبير بما يناسب المقام؛ لقوله: ﴿ فتوبوا إلى بارئكم ﴾؛ لأن ذكر "البارئ" هنا كإقامة الحجة عليهم في أن العجل لا يكون إلهاً؛ فإن الذي يستحق أن يكون إلهاً هو البارئ. أي الخالق سبحانه وتعالى..
. ٥ومنها: وجوب التوبة؛ لقوله: ( فتوبوا إلى بارئكم )
. ٦ ومنها: أن التوبة على الفور؛ لقوله: ﴿ فتوبوا ﴾؛ لأن الفاء للترتيب، والتعقيب..
. ٧ ومنها: إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبباتها؛ لقوله ﴿ باتخاذكم ﴾: فإن الباء هنا للسببية..
. ٨ ومنها: أنه ينبغي للداعي إلى الله أن يبين الأسباب فيما يحكم به؛ لقوله: ( إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل )
. ٩ ومنها: سفاهة بني إسرائيل، حيث عبدوا ما صنعوا وهم يعلمون أنه لا يرجع إليهم قولاً، ولا يملك لهم ضراً، ولا نفعاً..
. ١٠ ومنها: ما وضع الله تعالى على بني إسرائيل من الأغلال، والآصار، حيث كانت توبتهم من عبادة العجل أن يقتل بعضهم بعضاً؛ لقوله: ﴿ فاقتلوا أنفسكم ﴾..
. ١١ ومنها: أن الأمة كنفس واحدة؛ وذلك لقوله: ﴿ فاقتلوا أنفسكم ﴾؛ لأنهم ما أُمروا أن يقتل كل واحد منهم نفسه؛ بل يقتل بعضهم بعضاً؛ ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿ولا تلمزوا أنفسكم﴾ [الحجرات: ١١] أي لا يلمز بعضكم بعضاً؛ وعبر عن ذلك بـ "النفس" ؛ لأن الأمة شيء واحد؛ فمن لمز أخاه فكمن لمز نفسه
. ١٢ ومنها: تفاضل الأعمال؛ لقوله: (ذلكم خير لكم عند بارئكم )
. ١٣ ومنها: أن الله سبحانه وتعالى يتوب على التائبين مهما عظم ذنبهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فتاب عليكم ﴾..
. ١٤ ومنها: إثبات اسمين من أسماء الله. وهما ﴿ التواب ﴾، و﴿ الرحيم ﴾؛ وإثبات ما تضمناه من صفة. وهي: التوبة، والرحمة؛ وإثبات ما تضمناه من صفة باقترانهما. لا تكون عند انفراد أحدهما؛ لأنه لما اقترنا حصل من اجتماعهما صفة ثالثة. وهي: الجمع بين التوبة التي بها زوال المكروه، والرحمة التي بها حصول المطلوب..