قوله تعالى: ﴿ فانفجرت منه ﴾؛ "الانفجار": الانفتاح، والانشقاق؛ ومنه سمي "الفجر"؛ لأنه ينشق به الأفق؛ فمعنى ﴿ انفجرت ﴾ أي تشققت منه هذه العيون..
قوله تعالى: ﴿ اثنتا عشرة عيناً ﴾؛ ﴿ عيناً ﴾: تمييز؛ وكانت العيون اثنتي عشرة؛ لأن بني إسرائيل كانوا اثنتي عشرة أسباطاً؛ لكل سبط واحدة..
قوله تعالى: ﴿ قد علم كل أناس ﴾ أي من الأسباط ﴿ مشربهم ﴾ أي مكان شربهم، وزمانه حتى لا يختلط بعضهم ببعض، ويضايق بعضهم بعضاً..
وهذه من نعمة الله على بني إسرائيل؛ وهي من نعمة الله على موسى؛ أما كونها نعمة على موسى فلأنها آية دالة على رسالته؛ وأما كونها نعمة على بني إسرائيل فلأنها مزيلة لعطشهم، ولظمئهم..
قوله تعالى: ﴿ كلوا واشربوا ﴾ الأمر هنا للإباحة فيما يظهر؛ ﴿ من رزق الله ﴾ أي من عطائه، حيث أخرج لكم من الثمار، ورزقكم من المياه..
قوله تعالى: ﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أي لا تسيروا مفسدين؛ فنهاهم عن الإفساد في الأرض؛ فـ"العُثو"، و"العِثي" معناه الإسراع في الإفساد؛ والإفساد في الأرض يكون بالمعاصي، كما قال الله تعالى: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾ [الروم: ٤١].
الفوائد:
. ١ من فوائد الآية: مشروعية الاستسقاء عند الحاجة إلى الماء؛ لأن موسى استسقى لقومه؛ وشرع من قبلنا شرع لنا إن لم يرد شرعنا بخلافه؛ فكيف وقد أتى بوفاقه؟! فقد كان النبي ﷺ يستسقي في خطبة الجمعة(١)، ويستسقي في الصحراء على وجه معلوم(٢)..
. ٢ ومنها: أن السقيا كما تكون بالمطر النازل من السماء تكون في النابع من الأرض..
. ٣ومنها: أن الله سبحانه وتعالى هو الملجأ للخلق؛ فهم إذا مسهم الضر يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى..
. ٤ ومنها: أن الرسل. عليهم الصلاة والسلام. كغيرهم في الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى؛ فلا يقال: إن الرسل قادرون على كل شيء، وأنهم لا يصيبهم السوء..


الصفحة التالية
Icon