. ٦ ومنها: قوة الرد على هؤلاء الذين ادعوا أنهم مصلحون، حيث قال الله عزّ وجلّ: ﴿ ألا إنهم هم المفسدون ﴾؛ فأكد إفسادهم بثلاثة مؤكدات؛ وهي ﴿ ألا ﴾ و "إن"، و﴿ هم ﴾؛ بل حصر الإفساد فيهم عن طريق ضمير الفصل..
القرآن
)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة: ١٣)
التفسير:.
.﴿ ١٣ ﴾ قوله تعالى: ﴿ وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ﴾: القائل هنا مبهم للعموم. أي ليعم أيَّ قائل كان؛ والكاف للتشبيه، و "ما" مصدرية. أي كإيمان الناس؛ والمراد بـ﴿ الناس ﴾ هنا الصحابة الذين كانوا في المدينة، وإمامهم النبي صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى: ﴿ قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ﴾؛ الاستفهام هنا للنفي، والتحقير؛ والمعنى: لا نؤمن كما آمن السفهاء؛ وربما يكون أيضاً مضمناً معنى الإنكار. أي أنهم ينكرون على من قال: ﴿ آمنوا كما آمن الناس ﴾؛ وهذا أبلغ من النفي المحض؛ و﴿ السفهاء ﴾: الذين ليس لهم رشد، وعقل؛ والمراد بهم هنا أصحاب النبي ﷺ. على حدّ زعم هؤلاء المنافقين؛ فقال الله تعالى. وهو العليم بما في القلوب. رداً على هؤلاء: ﴿ ألا إنهم هم السفهاء ﴾: وهذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: ﴿ ألا ﴾، و "إن"، وضمير الفصل: ﴿ هم ﴾، وهو أيضاً مفيد للحصر؛ وهذه الجملة كالتي قبلها في قوله تعالى: ﴿ ألا إنهم هم المفسدون ﴾..
قوله تعالى: ﴿ ولكن لا يعلمون ﴾ أي لا يعلمون سفههم؛ فإن قيل: ما الفرق بين قوله تعالى هنا: ﴿ ولكن لا يعلمون ﴾، وقوله تعالى فيما سبق: ﴿ ولكن لا يشعرون ﴾؟
فالجواب: أن الإفساد في الأرض أمر حسي يدركه الإنسان بإحساسه، وشعوره؛ وأما السفه فأمر معنوي يدرك بآثاره، ولا يُحَسُّ به نفسِه..
الفوائد: