و الثاني: أن يكثر فعل الخبث بأنواعه من فئة قليلة، لكن لا تقوم الفئة الصالحة بإنكاره؛ فمثلاً إذا كثر الكفار في أرض كان ذلك سبباً للشر، والبلاء؛ لأن الكفار نجس؛ فكثرتهم كثرة خبث؛ وإذا كثرت أفعال المعاصي كان ذلك سبباً أيضاً للشر، والبلاء؛ لأن المعاصي خبث..
. ٥ومن فوائد الآية: أن هؤلاء الذين اعترضوا على الله فيما ضرب من الأمثال، ونقضوا عهده، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وأفسدوا في الأرض هم الخاسرون. وإن ظنوا أنهم يحسنون صنعاً..
القرآن
)كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة: ٢٨)
التفسير:
.﴿ ٢٨ ﴾ قوله تعالى: ﴿ كيف تكفرون بالله... ﴾: الاستفهام هنا للإنكار، والتعجيب؛ والكفر بالله هو الإنكار، والتكذيب مأخوذ من: كَفَر الشيء: إذا ستره؛ ومنه الكُفُرّى: لغلاف طلع النخل؛ والمعنى: كيف تجحدونه، وتكذبون به، وتستكبرون عن عبادته، وتنكرون البعث مع أنكم تعلمون نشأتكم؟!..
قوله تعالى: ﴿ وكنتم أمواتاً ﴾: وذلك: قبل نفخ الروح في الإنسان هو ميت؛ جماد؛ ﴿ فأحياكم ﴾ أي بنفخ الروح؛ ﴿ ثم يميتكم ﴾ ثانية؛ وذلك بعد أن يخرج إلى الدنيا؛ ﴿ ثم يحييكم ﴾ الحياة الآخرة التي لا موت بعدها؛ ﴿ ثم إليه ترجعون ﴾: بعد الإحياء الثاني ترجعون إلى الله، فينبئكم بأعمالكم، ويجازيكم عليها..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآية: شدة الإنكار حتى يصل إلى حد التعجب ممن يكفر وهو يعلم حاله، ومآله..
. ٢ ومنها: أن الموت يطلق على ما لا روح فيه. وإن لم تسبقه حياة. ؛ يعني: لا يشترط للوصف بالموت تقدم الحياة؛ لقوله تعالى: ﴿ كنتم أمواتاً فأحياكم ﴾؛ أما ظن بعض الناس أنه لا يقال: "ميت" إلا لمن سبقت حياته؛ فهذا ليس بصحيح؛ بل إن الله تعالى أطلق وصف الموت على الجمادات؛ قال تعالى في الأصنام: ﴿أموات غير أحياء﴾ [النحل: ٢١]..


الصفحة التالية
Icon