. ٣ومنها: إضافة الفعل إلى المتسبب له؛ لقوله تعالى: ﴿ فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ﴾؛ وقد ذكر الفقهاء. رحمهم الله. أن المتسبب كالمباشر في الضمان، لكن إذا اجتمع متسبب ومباشر تمكن إحالة الضمان عليه فالضمان على المباشر؛ وإن لم تمكن فالضمان على المتسبب؛ مثال الأول؛ أن يحفر بئراً، فيأتي شخص، فيدفع فيها إنساناً، فيهلك: فالضمان على الدافع؛ ومثال الثاني: أن يلقي شخصاً بين يدي أسد، فيأكله: فالضمان على الملقي. لا على الأسد..
. ٤ ومن فوائد الآية: أن الشيطان عدو للإنسان؛ لقوله تعالى: ﴿ بعضكم لبعض عدو ﴾؛ وقد صرح الله تعالى بذلك في قوله تعالى: ﴿ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ﴾ (فاطر: ٦)
. ٥ ومنها: أن قول الله تعالى يكون شرعياً، ويكون قدرياً؛ فقوله تعالى: ﴿ يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها ﴾: هذا شرعي؛ وقوله تعالى: ﴿ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ﴾: الظاهر أنه كوني؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم أنه لو عاد الأمر إليهما لما هبطا؛ ويحتمل أن يكون قولاً شرعياً؛ لكن الأقرب عندي أنه قول كوني. والله أعلم..
. ٦ ومنها: أن الجنة في مكان عالٍ؛ لقوله تعالى: ﴿ اهبطوا ﴾؛ والهبوط يكون من أعلى إلى أسفل..
. ٧ ومنها: أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم؛ لقوله تعالى: ﴿ ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ﴾؛ ويؤيد هذا قوله تعالى: ﴿فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون﴾ [الأعراف: ٢٥] ؛ وبناءً على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض إما في بعض الكواكب، أو في بعض المراكب محاولة يائسة؛ لأنه لابد أن يكون مستقرهم الأرض..
. ٨ ومنها: أنه لا دوام لبني آدم في الدنيا؛ لقوله تعالى: ﴿ ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ﴾..
القرآن
)فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة: ٣٧)
التفسير:


الصفحة التالية
Icon