قوله تعالى: ﴿ وأوفوا بعهدي ﴾ أي ائتوا به وافياً؛ وعهده سبحانه وتعالى أنه عهد إليهم أن يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويؤمنوا برسله، كما قال تعالى: ﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً﴾ [المائدة: ١٢]. هذا عهد الله...
قوله تعالى: ﴿ أوفِ بعهدكم ﴾ أي أعطكم ما عهدت به إليكم وافياً. وهو الجزاء على أعمالهم. المذكور في قوله تعالى: ﴿لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ [المائدة: ١٢] ؛ فلو وفوا بعهد الله لوفى الله بعهدهم..
وقوله تعالى: ﴿ أُوفِ ﴾ جواب الطلب في قوله تعالى: ﴿ أوفوا بعهدي ﴾؛ ولهذا جاءت مجزومة بحذف حرف العلة..
قوله تعالى: ﴿ وإياي فارهبون ﴾ أي لا ترهبوا إلا إياي؛ و "الرهبة" شدة الخوف..
الفوائد:
. ١من فوائد الآية: أن الله تعالى يوجه الخطاب للمخاطب إما لكونه أوعى من غيره؛ وإما لكونه أولى أن يمتثل؛ وهنا وجّهه لبني إسرائيل؛ لأنهم أولى أن يمتثلوا؛ لأن عندهم من العلم برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها حق ما ليس عند غيرهم..
. ٢ ومنها: أن تذكير العبد بنعمة الله عليه أدعى لقبوله الحق، وأقوم للحجة عليه؛ لقوله تعالى: ﴿ اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ﴾؛ فهل هذا من وسائل الدعوة إلى الله؛ بمعنى أننا إذا أردنا أن ندعو شخصاً نذكره بالنعم؟
فالجواب: نعم، نذكره بالنعم؛ لأن هذا أدعى لقبول الحق، وأدعى لكونه يحب الله عزّ وجلّ؛ ومحبة الله تحمل العبد على أن يقوم بطاعته..
. ٣ ومن فوائد الآية: عظيم منة الله تعالى في إنعامه على هؤلاء؛ لقوله تعالى: ﴿ التي أنعمت عليكم ﴾..


الصفحة التالية
Icon