ولما أقبل سهيل بن عمرو في قصة غزوة الحديبية قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: «هذا سهيل بن عمرو، وما أراه إلا سهل لكم من أمركم»، لأن الاسم مطابق للفعل. يقول الله عز وجل: ﴿ما أغنى عنه ماله﴾ «ما» هذه يحتمل أن تكون استفهامية والمعنى: أي شيء أغنى عنه ماله وما كسب؟ والجواب: لا شيء، ويحتمل أن تكون (ما) نافية. أي ما أغنى عنه، أي لم يغنِ عنه ماله وما كسب شيئاً، وكلا المعنيين متلازمان، ومعناهما: أن ماله وما كسب لم يغنِ عنه شيئاً، مع أن العادة أن المال ينفع، فالمال يفدي به الإنسان نفسه لو تسلط عليه عدو وقال: أنا أعطيك كذا وكذا من المال وأطلقني، يطلقه، لكن قد يطلب مالاً كثيراً أو قليلاً، ولو مرض انتفع بماله، ولو جاع انتفع بماله، فالمال ينفع، لكن النفع الذي لا ينجي صاحبه من النار، ليس بنفع. ولهذا قال: ﴿ما أغنى عنه ماله﴾. يعني من الله شيئاً قوله: ﴿وما كسب﴾ قيل المعنى: وما كسب من الولد. كأنه قال: ما أغنى عنه ماله وولده. كقول نوح: ﴿واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً﴾ [نوح: ٢١]. فجعلوا قوله: ﴿وما كسب﴾ يعني بذلك الولد. وأيدوا هذا القول بقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم».


الصفحة التالية
Icon