٥ - ومنها: تحريم اتباع خطوات الشيطان؛ لقوله تعالى: ﴿ ولا تتبعوا خطوات الشيطان ﴾؛ والمعنى: أن لا نتبع الشيطان في سيره؛ لأن الله بين في آية أخرى أن الشيطان يأمر بالفحشاء، والمنكر؛ وما كان كذلك فإنه لا يمكن لعاقل أن يتبعه؛ فلا يرضى أحد أن يتبع الفحشاء والمنكر؛ وأيضاً الشيطان لنا عدو، كما قال تعالى: ﴿إن الشيطان لكم عدو﴾ [فاطر: ٦]، ثم قال تعالى: ﴿ فاتخذوه عدواً ﴾؛ ولا أحد من العقلاء يتبع عدوه؛ إذا كان الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، وكان عدواً لنا، فليس من العقل - فضلاً عن مقتضى الإيمان - أن يتابعه الإنسان في خطواته -؛ وخطوات الشيطان بيَّنها الله عزّ وجلّ: يأمر بـ «الفحشاء» - وهي عظائم الذنوب؛ و «المنكر» - وهو ما دونها من المعاصي؛ فكل معصية فهي من خطوات الشيطان؛ سواء كانت تلك المعصية من فعل المحظور، أو من ترك المأمور، فإنها من خطوات الشيطان؛ لكن هناك أشياء بين الرسول ﷺ أنها من فعل الشيطان، ونص عليها بعينها، مثل: الأكل بالشمال(١)، والشرب بالشمال(٢)، والأخذ بالشمال، والإعطاء بالشمال(٣)؛ وكذلك الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد(٤)؛ فهذه المنصوص عليها بعينها واضحة؛ وغير المنصوص عليها يقال فيها: كل معصية فهي من خطوات الشيطان.
٦ - ومن فوائد الآية: تحريم التشبه بالكفار؛ لأن أعمال الكفار من خطوات الشيطان؛ لأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر؛ ولا أنكر من الكفر - والعياذ بالله -.
٧ - ومنها: شدة عداوة الشيطان لبني آدم؛ لقوله تعالى: ﴿ إنه لكم عدو مبين ﴾.
٨ - ومنها: أنه لا يمكن أن يأمرنا الشيطان بخير أبداً؛ إذ إن عدوك يسره مساءتك، ويغمه سرورك؛ ولهذا قال تعالى في آية أخرى: ﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً﴾ [فاطر: ٦].
٩ - ومنها: قرن الحكم بعلته؛ لقوله تعالى: ﴿ لا تتبعوا خطوات الشيطان ﴾ ثم علل: ﴿ إنه لكم عدو مبين ﴾.


الصفحة التالية
Icon