( سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) ولم يقل: رجماً بالغيب، بل سكت، وهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث صار الثالث صواباً، نظيره قول الله تبارك وتعالى في المشركين إذا فعلوا فاحشة: ﴿ واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا﴾ هذا واحد، ﴿ والله أمرنا بها﴾ هذا اثنان، قال الله تعالى: ﴿قل إن الله لايأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون ﴾ [الأعراف: ٢٨]، فأبطل قولهم: ﴿ والله أمرنا بها ﴾ وسكت عن الأول؛ فدل على أن الأول: ﴿ وجدنا عليها اباءنا ﴾ صحيح، وهنا لما قال: ﴿ رَجْماً بِالْغَيْبِ ﴾ في القولين الأولين، وسكت عن الثالث دل على أنهم سبعة وثامنهم كلبهم.
(قُلْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ ) يعني إذا حصل نزاع فقل للناس: ﴿ ْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ ﴾ وهل أعلمنا الله بعدتهم؟
الجواب: نعم؛ أعلمنا بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم، يعني فإذا كان الله أعلم بعدتهم فالواجب أن نرجع إلى ما أعلمنا الله به، ونقول جازمين بأن عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم.
( مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) أي ما يعلمهم قبل إعلام الله أنهم سبعة وثامنهم كلبهم إلَّا قليل.
( فَلا تُمَارِ فِيهِمْ ) أي في شأنهم، في زمانهم، في مكانهم، في مآلهم.


الصفحة التالية
Icon