وقوله تعالى: ﴿ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ﴾ يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح. ؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلَّا الله؟" يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟
(الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي ﷺ ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه"
( يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يعني يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟
الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلَّا إذا تضمن شيئين:
١ -الإخلاص لله تعالى: بألَّا يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.
٢ -المتابعة لشريعة الله: ألّا يخرج عن شريعة الله سواء شريعة محمد ﷺ أو غيره.
ومن المعلوم أن الشرائع بعد بِعثة الرسول ﷺ كلها منسوخة بشريعته صلى الله عليه وسلم.
وضد الإخلاص: الشرك، والاتباع ضد الابتداع، إذاً البدعة لا تقبل مهما ازدانت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب لأنها ليست موافقة للشريع؛ ولهذا نقول: كُل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة، بل هي ضلالة كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فمن عمل عملاً على وفق الشريعة ظاهراً لكن القلب فيه رياء فإنه لا يقبل لفقد الإخلاص، ومن عمل عملاً خالصاً على غير وفق الشريعة فإنه لا يقبل، إذاً لا بد من أمرين: إخلاصٍ لله، واتباعٍ لرسول الله ﷺ وإلَّا لم يكن صالحاً، ثم بيَّن تعالى ما يُبَشَّر به المؤمنون فقال:


الصفحة التالية
Icon