أمن ()، كلما ذكر شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، فالمنة لله على كل من هداه الله بنعمه، فالمنة لله - عز وجل - عليه وقوله: ﴿إن كنتم صادقين ﴾ أي إن كنتم من ذوي الصدق القائلين بالصدق، فإن المنة لله عليكم ﴿بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ﴾.
﴿ إن الله يعلم غيب السماوات والأَرض والله بصير بما تعملون ﴾. أخبر الله في هذه الآية أنه يعلم كل ما غاب في السموات والأرض، وما ظهر فهو من باب أولى، وأخبر - عز وجل - أن من جملة ما يعلمه عمل بني آدم، ولهذا قال: ﴿والله بصير بما تعملون ﴾، وهذه الآية تفيد مسألة عظيمة في سلوك الإنسان وعمله، وهي أن يعلم بأن الله تعالى بصير بعمله محيط به، فيخشى الله ويتقيه، وفيها الترغيب في الأعمال الصالحة فإنها لن تضيع، وفيها الترهيب من العمل السيىء؛ لأن العبد سيجازى عليه؛ لأن الكل معلوم عند الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالهداية والتوفيق.
------------------------------------------
( ١) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين (١٩١٤) ومسلم، كتاب الصيام، باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين (١٠٨٢).
( ٢) أخرجه البخاري معلقاً، كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا».
( ٣) أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة (٤٦٠٧) والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (٢٦٧٦) وابن ماجه، المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين (٤٢). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
( ٤) أخرجه مسلم كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (١٧١٨/١٨).
( ٥) أخرجه الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة (رقم ٢٦٢٢).
( ٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٨/٦٩ - ٧٠) إلى سعيد بن منصور والبخاري تعليقاً وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجه، وابن المنذر وابن مردويه


الصفحة التالية
Icon