الكاملة، وهو ما يمكن أن يسمى التضحية بشىء من الحاضر فى سبيل المستقبل، أو ما سماه بعضهم: سياسة الدعوة. ص _٠٩٨
فى الحقيقة أنا متردد فى الحكم بشىء معين فى هذا الموضوع، لأنى إذا نظرت إلى أوروبا مثلا وجدت الخمر على كل مائدة هناك، ومع أن القوم يعلمون أضرار الخمر بل يتجهون إلى التحريم، ويعرفون أضرار التدخين ويتجهون إلى التحريم لكن بطرق تحتاج إلى تأمل. فالإعلام عن السجائر كما نرى الآن، معه إعلان محتوم نشره بأن التدخين ضار بالصحة. وفى نظرى، لولا أن المسيحيين لا يريدون أن يأخذوا حكما إسلاميا، لأمروا بتحريم الخمر، لأن الخمر يجتنبها كثير من الرجال العقلاء فى كثير من البلاد، أو قيدوا شربها أثناء القيادة، لأنهم يعرفون أن أخطار الطريق أغلبها من السكارى.. حوادث الإجرام والحوادث الأخلاقية أغلبها من السكارى.. فساد الآلات فى المصانع أغلبها من السكارى.. هم يريدون تحريم الخمر، ولكنهم يكرهون أن يأخذوا حكما من الإسلام، مثل تعدد الزوجات، كانوا يتمنون لو أبيح هذا عندهم، لكن كرههم للإسلام جعلهم ـ فى أوروبا ـ يرفضون هذا. أنا أريد أن أعرض الإسلام، ومن الممكن أن أضغط ابتداء لأبرز شيئا واحدا وهو التوحيد، ضد التثليث وضد الشرك.. إنسانية محمد العظيم ﷺ الذى افترى عليه الأفاكون بما لا يليق، ونسبوا إليه أكاذيب لا حصر لها.. هذان الأمران. يمكن أن أعرضهما عرضا لا هوادة فيه.. ممكن أن أتكلم عن الصلوات والزكوات وأنا مطمئن لأن الطهر البدنى عندنا هو الفطرة التى يعيش بها هؤلاء أو يريدون الوصول إليها. ولعل أجسامنا ـ أجسام المؤمنين عندنا ـ أفضل من أجسامهم من هذه الناحية.. لكن مسألة الخلافات التى يحتاج حلها إلى وقت، أنا أريد فى هذا أن أنظر إلى الفقه عندنا، والأحوال عندهم، ولا ألجأ إلى ما يسمى بالتدريج لأنه لا حاجة لى بذلك بل إلى حسن الاختيار من الأحكام عندنا بما يلائم الحال. فمثلا، الأئمة الثلاثة عندنا