الحل الاسلامى كما أراه، أو كما يراه مجتهدون أو مفكرون، هو كذا وكذا.. والتعبير يحتاج إلى ضوابط.. وهذه الضوابط، يمكن أن ننظر إليها من عدة نواح: أمر البرامج فيه سعة ـ كما أسلفنا ـ بشرط أن ننضبط بالقيم القرآنية.. لقد سبقنا الأوروبيون فى العصور الأخيرة، أو الأربعة قرون الأخيرة، واستطاعوا ابتداع أنظمة اجتماعية، أو سياسية، يمكننى أن أتبناها لأنها أنظمة عامة. والإسلام أحيانا لا ص _١١٧
يمكن أن يخرج عن حدود ما يفترضه العقل البشرى، بمعنى أنه مثلا: ورد فى المكره على قتل: ماذا نصنع فيه؟ بعض العلماء قال: يُقتل المكره.. وبعضهم يُقتل المكرَه.. وهناك من قال: يقتل الاثنان.. وهناك أيضا من قال لا يقتل الاثنان بل يعذران.. هذه أربعة احتمالات موجودة، فهل للعقل الإنسانى مجال بعد هذا؟ لم يبق احتمال. فإذا كان الأوروبيون قد وصلوا بمنطق الفطرة للكسب العقلى، بشىء من التجارب لا يعارض القيم الإسلامية. وأنا تبنيته باسم الإسلام، فلا مانع عندى من هذا. إذا كان الإسلاميون توارثوا شيئا من اجتهادهم أو تقاليدهم، ويوجد خير منه عند الآخرين. فلا يجوز أن أقول: إن اجتهادنا هو الإسلام.. بل هو فهم بشرى، وقد يكون الرأى الآخر أفضل، وهو مستند إلى فطرة، وهى الإسلام فى هذه النواحى العامة المرنة. قد يقع أننى أستعير عناوين عند القوم كالاشتراكية، أو الديمقراطية، أو ما إليها.. والحقيقة أن المستعير قد يكون مخدوعا بالعنوان، وأنا أكره الاستعارات ـ وخاصة فى المصطلحات ـ لكن قد يكون ما منها بد، عندما يكون التقصير الإسلامى واضحا أو فاضحا فى مجال معين، وتبقى مصطلحات لها مفهومات ودلالات معينة، لابد من الانتباه لها. فإذا قلنا: إن الإسلام دين ديموقراطى، فكلمة ديموقراطية يونانية الأصل، والمحور الذى يدور عليه التطبيق هناك هو ضمان المصلحة بتحكيم أكبر قدر ممكن من أولى الألباب، وإشراكهم فى اتخاذ القرار، ومنع الاستبداد الفردى، ومنع استطالة