أردت هامشا آخر: فى الخطاب الموجه للسلطان، هل للفرد فيه نصيب؟ أنا أقول فيه نصيب ـ من وجهة نظرى ـ ليس نصيبا تطبيقيا تنفيذيا.. وقوله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله.. أنا كفرد، مخاطب فيه أيضا، لكن ما هى حدود الخطاب بالنسبة لى؟ حدود الخطاب بالنسبة للحاكم هى إنفاذ الأحكام، لأن الأمر فى وسعه.. أما أنا، طالما ليس فى وسعى إنفاذ الأحكام، فنصيبى من الخطاب أن أعمل، وأن أجتهد فى إيجاد السلطة الغائبة، ومعاونة الحاكم المسلم ـ إذا كان موجودا ـ فى إنفاذ الأحكام. إذا كان عندنا للقاضى شروطه وصفاته ـ كما هو معروف ـ وللقضية المقضى بها، وللشهود والبينات والقرائن مواصفات أيضا، وهو باب طويل قد لا يصل إليه إلا نماذج معينة من. الناس، فكيف يمكن أن نسلم مثل هذه القضية لناس غير مؤهلين لها من الرّعاع، فتنقلب الحياة الإسلامية إلى لون من شريعة الغاب، والتناقضات، والاضطراب، والفوضى، وما إلى ذلك.. أنا أردت من كلمة "الخطاب القرآنى للإنسان " أن لكل إنسان نصيبه من هذا الخطاب.. الحاكم له نصيبه، والفرد له نصيبه كذلك. الشعب يعاون الحكومة فى تطبيق الأحكام، أما العمل الذى تقوم به الدولة فلا يترك للأفراد، ولا يطلب منهم، فكيف أنظم الجهاد مثلا؟ الجهاد لابد له من أجهزة تشرف عليها الدولة.. فمثلا الأمر الإلهى: جاهدوا فى سبيل الله.. كيف ينفذ؟ لا يمكن للإنسان أن يخرج ويقاتل من نفسه، لابد أن يسلم نفسه للدولة المسلمة، كذلك القضاء، الأمر يحتاج فى تحقيق الجرائم وإثباتها ومعرفة الجدير بالعقاب أو من تاب الله عليه، كل ذلك يحتاج إلى تخصصات وأجهزة تشرف عليها الدولة. فإذا سقطت الدول الإسلامية، فجهد الناس إقامة الدولة التى تقوم بوظيفتها.. أى أن نصيبهم من الخطاب إقامة. الدولة.. وفى غياب الدولة، لا يمكن أن أعطى الأفراد حقوق الدولة.. هذا باب إذا فتح، فتحت معه أبواب الفوضى كلها، وأبواب الهمجية، لأن


الصفحة التالية
Icon