الفقه العبادى، والفروع العلمية قليلة الجدوى.. وفروع الفقه لا تتعدى فروع العبادات فى المساجد، ولا تتعدى المعاملات فى الأسواق العامة.. وحتى الأدب فقد وجدنا أن الأدب خرج عن الطبيعة القرآنية. والقرآن موجود بيننا، وقد مضى بالأمة العربية إلى آفاق بعيدة جدا. قصور فى إدراك الفكر القرآنى: وكان أبعد شىء عن الفكر القرآنى أن يتحول الأدب إلى مدائح للأفراد أو الحكام.. هذا أبعد شىء عن الفهم القرآنى. فما الذى جعل الأمة العربية تنتهى إلى ما انتهت ص _٠٩٣
إليه؟ أبو تمام وهو شاعر فحل، والبحترى، والمتنبى نفسه، وهو حكيم العرب، ما الذى جعل أمثال هؤلاء يتجهون إلى المديح؟ إنها سطوة الحكم.. لاشك أن سطوة الحكم كان لها أساس فى إفساد الفكر.. وهناك الاختيار الذى دخلنا به حديقة الأدب الجاهلى ـ وأنا أسميها حديقة الأدب الجاهلى لأنى جُستُ خلالها كثيرا ـ أنا لا أدرى حقيقة ما قيمة معلقة مثل معلقة امرئ القيس؟ وهى نوع من المجون الهابط.. والكلام الذى يذكره الرجل كلام من نوع الأدب المكشوف.. مثلا كلمة عروة بن الورد : دعينى أطوف فى البلاد لعلنى أفيد غنى فيه لذى الحق محمل أليس عظيما أن تلم ملمة وليس علينا فى الحقوق معول هذان البيتان ـ فى نظرى ـ يجعلان قصيدة امرئ القيس كلها لا تساوى شيئا. الاختيار كان رديئا.. فى اختيار الأدب العربى أجد نواحى إنسانية برزت فى شعر الصعاليك العام وغابت فى شعر المعلقات.. وكثير من الشعر الذى اختاره أبو تمام فى الحماسة، وغيره كابن الشجرى، فيه نواح إنسانية عظيمة.. لكن لماذا اختفت هذه وظهر فى الأدب المديح فقط؟ نحن لا نريد أن ندافع عن شىء باطل فى تراثنا.. إنما يجب أن نتعلم من كتابنا.. فالقرآن ليس فقط كتاب علم، هو كتاب أدب. وكان ينبغى أن يكون الأدب القرآنى ص _٠٩٤