صفحة رقم ١٥
جزاء من الله وإن كان أصحاب الغفلة ينسبونه للعوائد، كما قالوا :
٧٧ ( ) مس آباءنا الضراء والسراء ( ) ٧
[ الأعراف : ٩٥ ] ويضفونه للمعتدين عليهم بزعمهم، وإنما هو كمال قال تعالى :
٧٧ ( ) وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ( ) ٧
[ الشورى : ٣٠ ] كما وردعنه عليه الصلاة والسلام :( الحمى من قيح جهنم، وإن شدة الحر والقر من نفسها ) وهي سوط الجزاء الذي أهل الدنيا بأجمعهم مضربون به، ومنهل االتجهّم الذي أجمعهم واردوه من حيث لايشعر به أكثرهم، قال عليه الصلاة والسلام :( المرض سوط الله في الأرض يؤدب به عبادة ) وكذلك ما يصيبهم من عذاب النفس بنوعالغم والهم والقلق والحرص وغير ذلك، وهو تعالى بمقتضى ذلك كله مِلك يوم الدين ومالكه يوم الدين ومالكه مطلقاًفي الدنيا والآخرة وإلى الملك أنهى الحق تعالى تنزل أمره العلي لأن به رجع الأمر عوداًعلى بدء بالجزاء العائد على آثار ما جبلوا عليه من الأوصاف تظهر عليهم من الأفعال كما قال تعالى :
٧٧ ( ) وسيجزيهم وصفهم ( ) ٧
[ الأنعام : ١٩٣ ] و
٧٧ ( ) جزاء بما كانوا يعملون ( ) ٧
[ السجدة : ١٧ ]. [ الأحقاف : ٤ ]، [ الواقعة : ٢٤ ] وبه تم انتهاء الشرف العلي وهو المجد الذي عبر عنه قوله تعالى :( مجدني عبدي ) انتهى، ولنا لم يكن فرق هما في الدلالة على الملك


الصفحة التالية
Icon