صفحة رقم ١٧٠
قاله الحرالي ثم وصف الذلول بقوله ) تثير الأرض ) أي يتجدد منها إثارتها بالحرث كل وقت من الإثارة قال الحرالي : وهي إظهار الشيء من الثرى، كأنها تخرج الثرى من محتوى اليبس ؛ ولما كان الذل وصفاً لازماً عبر في وصفها بانتفائه بالاسم المبالغ فيه، أي ليس الذل وصفاً لازماً لها لا أنها بحيث لا يوجد منها ذل أصلاً، فإنها لو كانت كذلك كانت وحشية لا يقدر عليها أصلاً.
ولما كان لا يتم وصفها بانتفاء الذل إلا بنفي السقي عنها وكان أمراً يتجدد ليس هو صفة لازمة كالذل عبر فيه بالفعل وأصحبه لا عطفاً على الوصف لا على تثير لئلا يفسد المعنى فقال واصفاً للبقرة ) ولا تسقي الحرث ) أي لا يتجدد منها سقيه بالسانية كل وقت، ويجوز أن يكون إثبات لا فيه تنبيهاً على حذفها قبل تثير، فيكون الفعلان المنفيان تفسيراً على سبيل الاستئناف للاذلول، وحذف لا قبل تثير لئلا يظن أنه معها وصف لذلول فيفسد المعنى، والمراد أنها لم تذلل بحرث ولا سقي ومعلوم من القدرة على ابتياعها وتسلمها للذبح أنها ليست في غاية الإباء كما آذن به الوصف بذلول، كل ذلك لما في التوسط من الجمع لأشتات الخير ) مسلّمة ) أي من العيوب ) لا شية ) أي علامة ) فيها ( تخالف لونها بل هي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها ) قالوا الآن ) أي في هذا الحد من الزمان الكائن الفاصل بين الماضي والآتي ) جئت بالحق ) أي الأمر الثابت المستقر البين من بيان وصف البقرة فحصلوها ) فذبحوها ) أي فتسبب عما تقدم كله


الصفحة التالية
Icon