صفحة رقم ١٩٢
ذاك عدونا، ولو كان غيره لآمنا بك ) وقال ابن إسحاق في السيرة : حدثني عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب الأشعري ( أن نفراً من أحبار يهود جاؤوا رسول الله ( ﷺ ) فقالوا : خبرنا عن أربع نسألك عنهن، فإن فعلت اتبعناك وصدقناك وآمنا بك، فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم بذلك لتصدقني، قالوا : نعم، قال : فاسألوا عما بدا لكم قالوا : فأخبرنا : كيف يشبه الولد أمه وإنما النطفة من الرجل ؟ فقال رسول الله ( ﷺ ) : أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل هل تعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة فأيتهما علت صاحبتها كان الشبه لها ؟ قالوا : اللهم نعم، قالوا : فأخبرنا عن كيف نومك ؟ قال : أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل هل تعلمون أن نوم الذي تزعمون أني لست به تنام عينه وقلبه يقظان ؟ قالوا : اللهم نعم، قال : فكذلك نومي، تنام عيني وقلبي يقظان، قالوا : فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه، قال : أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل هل تعلمون أنه كان أحب الطعام والشراب إليه ألبان الإبل ولحومها وأنه اشتكى شكوى فعافاه الله منها فحرم على نفسه أحب الطعام والشراب إليه شكراً لله فحرم على نفسه لحوم الإبل وألبانها ؟ قالوا : اللهم نعم ؛ قالوا : فأخبرنا عن الروح، قال : أنشدكم بالله وبأيامه هل تعلمون جبريل وهو الذي يأتيني ؟ قالوا : اللهم نعم ولكنه يا محمد لنا عدو، وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء، ولولا ذلك لا تبعناك.
فأنزل الله فيهم
٧٧ ( ) من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ( ) ٧
[ البقرة : ٩٧ ] إلى قوله :
٧٧ ( ) أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ( ) ٧
[ البقرة : ١٠٠ ]، وأصل ذلك في البخاري في خلق آدم والهجرة والتفسير عن أنس بن مالك رضي الله عنه - من روايات جمعت بين ألفاظها - قال :( أقبل نبي الله صلى


الصفحة التالية
Icon