صفحة رقم ٢١
الباب العاشر في محل أم اقرآن من القرآن ووجه محتوى القرآن على جميع الكتب والصخف المضمنة لجميع الأديان اعلم أن الله سبحانه جمع نبأه العظيم كله عن شأنه العظيم في السبع المثاني أم القرآن وأم القرأن وكنزها تحت عرشه لظهرها في الختم عند تمام أمر الخلق وظهور بادىء الحمد بحمد، لأنه تعلى يختم بما به بدأ ولم يظهرها من قبل ذلك، لأن ظهورها يذهب وهل الخلق ويمحو كفرهم ولا يتم بناء القرآن إلا مع قائم بمشهود بيان الفعل ليتم الأمر المكنون وخاتم الخلق الكامل تدرج تنشّؤ الخلق وبدو الأمر، ثم فيما بين بدء الأمر صحفاً وكتاباً، فالصحف لما يتبدل سريعاً والكتاب لما يثبت ويدومداً، والألواح لما يقيم وقتاَ.
ققي التوراة أحكام الله وما يظهره الفقه من الحدود، ومعارف الصوفية من مؤخذة المصائب ؛ وفي الإنجيل أصول تلك الأحكام والأعلام بأن المقصود بها ليست هي بل ما شاء الله مما تظهره الموعطة الحسنة، ثم أنهى الأمر والخلق من جميع وجوهه، فصار قرآناً جامعاً للكل متمماً للنعمة مكملاًللدين
٧٧ ( ) اليوم أكملت لكم دينكم ( ) ٧
[ المائدة : ٣ ] آية، بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. أن إلى ربك المنتهى.
ووجه فوت أم القرآن مقصود تنزيله التفصيل والجوامع، فيه نجوم مبثوثة غير منتظمة، وحداة إثر واحدة، والجوامع في أم القرآن منتطمة واحدة بعد واحدة إلى تمام السبع على وفاء لامزيد فيه ولا نقص عنه ؛ أظهرتعالى بما له سورة صورة تجلية من بدءالملك إلى ختم الحمد، وبما لعبده مصورة تادية من براءتة من الضلال إلى هدى الصراط المستقيم،
٧٧ ( ) ووجدك ضالاً فهدى ( ) ٧
[ الضحى : ٧ ] وبما بينه وبينه قيام ذات الأمر والخلق فكان ذلك هو القرآن العظيم الجامع لما حواه القرآن المطلق الذكرى بما فيه من ذلك تصيلاًمن مبينة وهو ما عيونت آية مسموعة، ومن مجيده وهو ما حربت أحكامه من بين عاجل ما شهد وآجل ما علم، يعلم ما شهد فكان معلوماً بالتجربة المتيقنة بما تواتر من القصص الماضي وما علم، يعلم ما شهد فكان معلوماً مع الأوقات من أمثاله وأشباهه، ومن كريمه وهوما ظهرت فيه أفانين إنعامه فيما دق