صفحة رقم ٤٠
. ذكر طرفي الغيمان والكفر وأحوال المؤمنين وأحوال الذين كفروا ذكر المنافقين المترددين بين الاتصاف بالطرفين بلفظ الناس لظهور معنى النوس فيهم لا ضطراربهم بين الحالين، لأن النوس هو حركة الشيء اللطيف المعلق في الهواء كالخيط المعلق الذي ليس في طرفه الأسفل ما يثقله فلا يزال مضطرباًبين جهتين، ولم يظهر هذا المعنى في الفرقين لتحيزهم إلى جهة واحده. قال الحرالي، وعرف للجنس أو للعهد في اللذين كفروا لأنهم نوع منهم، وسر الإظهار موضع الإضمار على هذا ما تقدم، ) آمنا بمؤمنين ) أي بعرقين في الإيمان كما ادعوه بذكر الاسم الأعظم وإعادة الجار، ولعله نفي العراقة فقط لأن منهم من كان مزلزلاًحين هذا القول غير جازم بالكفر وآمن بعد ذلك، وحذف متعلق الإيمان نعميماًفي السلب عنهم لما ذكروا وغيرهم، وجمع هنا وأفرد في [ يقول ] تنبيهاًعلى عموم الكفر لهم كالولين وقلة من يسمح منهم بهذا القول إشارة إلى غلطتهم وشدة عثاوتهم في الكفر وقوتهم.
وفي ذكر قصتهم وتقبيح أحوالهم تنبيه على وجوب الإخلاص وحث على الاجتهاد في الطهارة من الأدناس في سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم وتصنيف الناس آخر الفاتحه ثلاثة أصناف : مهتدين ومعاندين وضالين، مثل تصنيفهم أول مرة البقرة ثلاثة متقين وكافرين مصارحين وهم العاندين وضالين وهم النافقون، وإجمالهم في الفاتحة وتفصيلهم هنا من بديع الأساليب وهو دأب القرآن العظيم الإجمال ثم التفصيل.
وقد سمى ابن إسحاق كثيراًمن المنافقين في السيرة الشريفة في أوائل أخبار ما بعد الهجرة، قال ابن هشام في تلخيص ذلك : وكان ممن انصاف إلى يهود ممن سمي لنا من المنافقين من الأوس والخزرج، من الأوس زوي بن الحارث وبجاد بن عثمان ابن عامر ونبتل بن الحارث وهوالذي قال له رسول الله ( ﷺ ).
( من أحب أن ينظر إلى الشيطان فليبظر إلى نبتل وكان ياتي رسول الله ( ﷺ ) يتحدث إليه ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، وهو الذي قال : إنما محمد أذن ) وعباد بن حنيف أخو سهل وعمروبن خذام وعبد الله بن نبتل وبحزج وهو ممن كان بنى مسجد الضرارةكذا جارية بن عامر