صفحة رقم ٤٥
على الصلاح نافين عنه كل فساد مباهتين غير مكترثين ) إنما نحن مصلحون ( والإصلاح تلاقي خلل الشيء. قال الحرالي.
ولما كان حالهم مبيناًعلى الخداع بإظهار الخير وإبطان الشر وكانوا يرون لإسادهم لما لهم من عكس الإدراك إصلاحاًفكانوا يناظرون عليه بأنواع الشبه كان قولهم ربما عرّ من سمعه من المؤمنين لأن المؤمن غرّكريم والكافر خبَلئيم فقال تعالى محذراًمن حالهم مثبتاًلهم ما نفوه عن أنفسهم من الفساد وقاصراًله عليهم ) ألانهم هم ) أي خاصة ) المفسدون ( أيالكاملون الإفساد البالغون من العراقة فيه ما يجعل إفساد غيرهم بالنسبة إلى إفساد عدماًلما في ذلك من خراب ذات البين وأخذ المؤمن منة المأمن وقال الحرالي : ولما كان حال الطمأنينة بالإيمان إصلاحاً وجب أن يكون اضرارهم فيه إفساداًلا سيما مع ظنهم أن كونهم مع هؤلاء تارة ومع هؤلاء تارة من الحكمة والإصلاح وهو عين الإفساد لا سيما مع ظنهم أن كونهم مع هؤلاء تارة من الحكمة والإصلاح ولذلك قيل : ما يصلح المنافق، لأنه لا حبيب مصاف ولا عدو مبائن، فلا يعتقد منه على شيء. انتهى.
وبما كان هذا الوصف موجباًلعظيم الرهبة اتبعه ما يخففه بقوله :( ولكن لا يشعرون ) أي هم في غاية الجلافة حتى لا شعور لهم يحسون به الصرف فيما يحاولونه من الفساد الآن بما دلت عليه ما فب الآية السابقة الدالة على أن المضارع للحال ولا فيما يستقبل من الزمان لأن لالا تقارنه إلا وهو بمعنى الاستقبال، فلأجل ذلك لا يؤثر إفساد إلا في أذى أنفسهم، فلا تخافوهم فإني كافيكموهم.
ولما بين حالهم إذا أمروا بالصلاح العام بين أنهم إذا دعوا إلى الصلاح الخاص الذي هو أس كل صلاح سموه سفهاًفقال :( وإذا قيل ) أي من أي قائل كان ) لهم آمنوا ) أي ظاهراًوباطناً ) كما آمن الناس ) أي الذين هم الناس ليظهر عليكم ثمرة ذلك من الزوم الصلاح واجتناب الفساد والإيمان المضاف إلى الناس أدنى مراتب الإيمان قاله الحرالي، وهومفهم لما صرح به قوله : وما هم بمؤمنين ) قالوا أنؤمن ) أي ذلك الإيمان ) كما آمن السفهاء ) أي الذين استدرجتهم إلى استدراجهم ما دخلوا فيه بعد ترك ما كان عليه