صفحة رقم ٤٩
ذلك وثنى بالقول لأنه يمكن الأصم الإفصاح عن المراد، وختم بالبصر لإمكان الاهتداء به بالإشارة ؛ وكذا ما يأتي في هذه السورة سواء بخلاف ما في الإسراء ) فهم ) أي فتسبب عن ذلك أنهم ) لا ( ولما كان المراد التعميم في كل رجوع لم يذكر المرجوع عنه فقال :( يرجعون ) أي عن طغيانهم وضلالهم إلى الهدى الذي باعوه ولا إلى حالهم الذي كانوا عليه ولا ينتقلون عن حالهم الذي عليه ولا ينتقلون عن حالهم هذا أصلاً، لأنهم كمن هذا حاله ومن هذا حاله لا يقدر على مفارقة موضعه بتقدم ولاتأخر.
) أو ( مثلهم في سماع القرىن الذي فيه التشابه والوعيد والوعد ) كصيب ) أي أصحاب صيب اي مطر عظيم، وقال الحرالي : سحاب ممطر دارّثم اتبعه تحقيقاًلأن المراد الحقيقة قوله :( من السماء ( وهو كما قال الحرالي ما علا فوق الرأس، يعني هذا أصلة والمراد هنا معروف، ومثل القرآن بهذا لمواترة نزوله وعلوه وإحيائه القلوب كما أن الصيب يحي الأرض، ثم أخبر عن حاله بقوله :( فيه ظلمات ) أي لكثافة السحاب واسوداده ) ورعد ) أي صوت مرعب يرعد سماعه ) وبرق ) أي نورمبهت للمعانه وسرعته قال الحرالي، والظلمات مثل مالم يفهموه، والرعد ما ما ينادي عليهم بالفضيحة والتهديد والبرق ما لم يلوح لهم معناه ويداخلهم رأي في استحسانه.
ولما تم مثل القرآن استأنف الخبر عن حال اممثل لهم والممثل بهم حقيقة ومجازاً فقال :( يجعلون أصابعهم ) أي بعضها ولو قدروا لحشوا الكل لشدة خوفهم ) في أذانهم من الصواعق ) أي من أجل قوتها، لأن هولها يكاد أن يصم، وقال الحرالي : جمع صاعقة وهو الصوت الذي يميت سامعه أو يكاد، ثم علل هذا بقوله :( حذر الموت والله ) أي والحال أن المحيط بكل شيء قدرة وعلماً ) محيط بالكافرين ( فلا يغنيهم من قدره حذر، وأظهر موضع الإضمار لإعراضهم عن القرآن وسترهم لأنواره.
ثم استأنف الحديث عن بقية حالهم فقال :( يكاد البرق ) أي من قوة لمعه وشعاعه وشدة حركته وإسراعه ) يخطف أبصارهم ( فهم يغضونها عند لمعه وخفضه في ترائبه ورفعه، ولما كان من المعلوم أن البرق ينقضي لمعانه بسرعة كان كأنه قيل : ماذا يصنعون عند ذلك ؟ فقال :( كلما ( وعبر بها دون إذا دلالة على شدة حرصهم على


الصفحة التالية
Icon