صفحة رقم ٩٨
الشجرة التي في وسط الجنة فإن الله قال لنا : لا تأكلا منها ولا تقرباها لكيلا تموتا ؛ قالت الحية : لستما تموتان، ولكن الله علم أنكما إن تأكلا منها تنفتح أعينكما وتكونا كالإله تعلمان الخير والشر.
فرأت المرأة الشجرة طيبة المأكل شهية في العين فأخذت من ثمرتها فأكلت وأعطت بعلها فأكل، فانفتحت أبصارهما وعلما أنهما عريانان، فوصلا من ورق التين وصنعا مآزر.
ثم ذكر أن الله تعالى سأله عن ذلك فقال آدم : المرأة التي قرنتها معي هي أطعمتني من الشجرة فأكلت، فقال الله الرب للمرأة : ما هذا الذي فعلت ؟ فقالت المرأة : إن الحية أعطتني فأكلت، فقال للحية : ملعونة تكونين من جميع الدواب ومن كل ماشية البر، وعلى بطنك تمشين، والتراب تأكلين كل أيام حياتك، وأغرى العداوة بينك وبين المرأة وبين ولدها، وولدها يطأ رأسك وأنت تلدغينهم بأعقابهم وقال للمرأة : أكثر أوجاعك وإحبالك وبالوجع تلدين البنين، وإلى بعلك تردين وهو مسلط عليك وقال لآدم : من أجل طاعتك امرأتَك وأكلك الشجرة التي نهيتك عنها ملعونة الأرض من أجلك بالشقاء تأكل منها كل أيام حياتك أجاجاً وشوكاً تنبت لك، وتأكل عشب الأرض، وبرشح جبينك تأكل طعامك حتى تعود في الأرض التي منها أخذت من أجل أنك تراب وإلى التراب تعود.
فدعا آدم اسم امرأته حواء من أجل أنها كانت أم كل حي، وصنع الله الرب لآدم وامرأته سرابيل من الجلود وألبسها، فأرسله من جنة عدن ليحرث الأرض التي منها أخذ، فأخرجه الله ربنا وأحاط من مشرق عدن ملكاً من الكروبيين بيده حربة يطوف بها ليحرس طريق شجرة الحياة.
ثم قال بعد ذلك : فكان جميع حياة آدم تسعمائة وثلاثين سنة ثم توفي عليه السلام - هذا نص التوراة.
والكروب بوزن زبور بلغة العبرانيين الشخص الصغير، فكان الكروبيون الملائكة المنسوبين إلى مخالطة الناس بالوحي أخذاً من الكروبَين تثنية كروب وهما شخصان في قبة الزمان كان يسمع كلام الله من بينهما، كما يأتي قريباً.
فإن أنكر منكر الاستشهاد بالتوراة أو بالإنجيل وعمي عن أن الأحسن في باب النظر أن يرد على الإنسان بما يعتقد تلوت عليه قول الله تعالى استشهاداً على كذب اليهود :
٧٧ ( ) قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ( ) ٧
[ آل عمران : ٩٣ ] وقوله تعالى :
٧٧ ( ) وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ( ) ٧
[ المائدة : ٤٨ ] - في آيات من أمثال ذلك كثيرة ؛ وذكرته باستشهاد النبي ( ﷺ ) التوراة في قصة