صفحة رقم ١٧٢
ولما كان هذا القول محزنا اعتقاده وكتمانه علق سبحانه وتعالى بقوله :" قالوا " وبانتفاء الكون كالذين قالوا قوله :( ليجعل الله ) أي الذي لا كفوء له ) ذلك ) أي القول أو الانفراد به عن مشارك ) حسرة في قلوبهم ) أي باعتقاده وعدم الواسي فيه، وعلى تقدير التعليق ب " قالوا " يكون من ياي التهكم بهم، لأنهم لو لم يقولوه لهذا الغرض الذي لا يقصده عاقل لكانوا قد قالوه لا لغرض أصلا، وذلك أعرق في كونه ليس من أفعال العقلاء ) واله ) أي لا تكونوا مثلهم والحال. أو قالوا ذلك والحال. أن الذي له الإحاطة الكاملة ) يحيى ) أي من أراد في الوقت الذي يريد ) ويميت ) أي من أراد إذا أراد، لا يغني حذره من قدره ) والله ) أي المحيط بكل شيء قدره وعلما ) بما تعملون ( أب بعلمكم وبكل شيء منه ) بصير ( وعلى كل شيء منه قدير، لا يكون شيء منه بغير إذنه، ومتى كان على خلاف أمره عاقب عليه.
آل عمران :( ١٥٨ - ١٦١ ) ولئن متم أو.....
) وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ( ( )
ولما ذكر أشرف الموت بادئاً باشرافه ما دونه بادئاً فقال :( ولئن متم أو قتلتم ) أي في أي وجه كان على حسب ما قدر عليكم في الأزل ) لإلى الله ) أي الذي هو متوفيكم لا غيره، وهو ذو الجلال والإكرام الذي ينبغي أن يعبد لذاته.
ودل على عظمته بعد الدلالة بالاسم الأعظم بالبناء للمجهول فقال :( تحشرون ( فإن كان ذلك


الصفحة التالية
Icon