صفحة رقم ٣٠٥
الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه ( واغزوا، وهاجروا تفلحوا ).
ولما كان ربما مات المهاجر قبل وصوله إلى النبي ( ﷺ ) فظن أنه لم يدرك الهجرة مع تجشمه لفراق بلده قال :( ومن يخرج من بيته ) أي فضلاً عن بلده ) مهاجراً إلى الموت ) أي رضى الملك الذي له الكمال كله ) فقد وقع أجره ) أي في هجرته بحسب الوعد فضلاً، لا بحسب الاستحقاق عدلاً ) على الله ) أي في الإحاطة فلا ينقصه شيء، وكذا كل من نوى خيراً ولم يدركه ( لا حسد إلا في اثنتين ) فهو موفيه إياه توفية ما يلتزمه الكريمن منكم.
ولما كان بعضهم ربما قصر به عن البلوغ توانيه في سيره أو عن خروجه من بلده فظن أن هجرته هذه لم تجبُر تقصيره قال :( وكان الله ) أي الذي له جميع صفات الكمال ) غفوراً ) أي لتقصير إن كان ) رحيماً ( يكرم بعد المغفرة بأنواع الكرامات.
ولما أوجب السفر للجهاد والهجرة، وكان مطلق السفر مظنة المشقة فكيف بسفرهما مع ما ينضم إلى المشقة فيهما من خوف الأعداء ؛ ذكر تخفيف الصلاة بالقصر بقوله سبحانه وتعالى :( وإذا ضربتم ) أي بالسفر ) في الأرض ( أيّ سفر كان لغير معصية.
ولما كان القصر رخصة غير عزيمة، بينه بقوله :( فليس عليكم جناح ) أي إثم