صفحة رقم ٣٠٧
فيها بوجه لوضعتها عنكم في مثل هذه الحالة، أو جعلت التخفيف في الوقت فأمرت بالتأخير، ولكنه لا زكاء للنفوس بدون فعلها على ما حددت من الوقت وغيره.
النساء :( ١٠٢ ) وإذا كنت فيهم.....
) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً ( ( )
ولما أتم سبحانه وتعالى بيان القصر في الكمية مقروناً بالخوف لما ذكر، وكان حضور النبي ( ﷺ ) مظنة الأمن بالتأييد بالملائكة ووعد العصمة من الناس، وما شهر به من الشجاعة ونصر به من الرعب وغير ذلك من الأمور القاضية بأن له العاقبة ؛ بيَّن سبحانه وتعالى حال الصلاة في الكيفية عند الخوف، وأن صلاة الخوف تفعل عند الأنس بحضرته كما تفعل عند الاستيحاش بغيبته ( ﷺ )، فجوازها لقوم ليس هو ( ﷺ ) فيهم مفهوم موافقة، فقال سبحانه وتعالى :( وإذا كنت ( حال الخوف الذي تقدم فرضه ) فيهم ) أي في أصحابك سواء كان ذلك في السفر أو في الحضر ) فأقمت ) أي ابتدأت وأوجدت ) لهم الصلاوات ) أي الكاملة وهي المفروضة ) فلتقم طائفة منهم معك ) أي في الصلاة ولتقم الطائفة الأخرى وجاه العدون ويطوفون في كل موضع يمكن أن يأتي منه العدو ) وليأخذوا ) أي المصلون لأنهم المحتاجون إلى هذا الأمر لدخولهم في حالة هي بترك السلاح أجدر ) أسحلتهم ( كما يأخذها من هو خارج الصلاة، وسبب الأمر بصلاة الخوف - كما ي صحيح مسلم وغيره عن جابر رضي الله تعالى عنه ( أنهم غزوا مع النبي ( ﷺ ) فقاتلوا قوماً من جهينة فقاتلوا قتالاً شديداً، قال جابر رضي الله تعالى عنه : فلما صلينا الظهر قال المشركون : لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم، فأخبر جبرئيل عليه الصلاة والسلام رسول الله ( ﷺ ) ذلك، فذكر ذلك لنا رسول الله ( ﷺ )، قال : وقالوا : إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد فلام حضرت العصر صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة ) الحديث ) فإذا سجدوا ( يمكن أن يكون المراد بالسجود ظاهره، فيكون


الصفحة التالية
Icon