صفحة رقم ٣٦١
وجاء إلى يسوع وقال له : السلام يا معلم وقبّله له يسوع : يا هذا ألهذا جئت ؟ حينئذ جاؤوا فوضعوا أيديهم على يسوع وقبضوا عليه، ثم قال : في تلك الساعة قال يسوع للجموع : كأنكم قد خرجتم إلى لص بالسيوف والعصيّ لتأخذوني، في كل يوم كنت أجلس عندكم أعلِّم في الهيكل فما قبضتم عليّ، وهذا كله كان لتكميل كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؛ وقال يوحنا : إن يهودا أخذ جنداً من عند عظماء الكهنة والفريسيين وشرطاً، وجاء إلى هناك بسرج ومصابيح وسلاح، ويسوع كان عارفاً بكل شيء يأتي عليه، فخرج وقال لهم : من تطلبون ؟ قالوا : يسوع الناصرين، قال : أنا هون ] وكان يهودا واقفاً معهم، فلما قال : أنا هو، رجعوا إلى ورائهم وسقطوا على الأرض، فقال يسوع : إن كنتم تطلبوني فدعوا هؤلاء يذهبوا، لتتم الكلمة التي قالها : إن الذي أعطيتني لن يهلك منهم أحد ؛ وقال متى : حينئذ تركه تلاميذه كلهم وهربوا، والذين أخذوا يسوع اقتادوه إلى دار قيافا رئيس الكهنة، وأما بطرس فأتبعه على بُعُد منه إلى دار رئيس الكهنة، ودخل إلى داخلها وجلس مع الخدام لينظر التمام، وقال مرقس : وجلس مع الخدام عند النار يصطلي ؛ وقال يوحنا : وإن شمعون الصفا والتلميذ الآخر - يعني الذي تقدم أن عيسى كان يحبه - تبعا يسوع، وكان عظيم الكهنة يعرف ذلك التلميذ، فدخل يسوع إلى دار عظيم الكهنة، فأما شمعون فكان واقفاً خارج الباب، فخرج التلميذ الآخر الذي كان معارف رئيس الكهنة، فقال للبوابة وأدخل شمعون بطرس، فقالت الجارية البوابة لشمعون : أما أنت من تلاميذ هذا الرجل ؟ فقال لها : لا وكان العبيد والشرط قياماً يوقدون ناراً ليصطلوا، لأنها كانت ليلة باردة، وقام شمعون معهم أيضاً يصطلي : قال متى : فقال رئيس الكهنة : أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا إن كنت أنت هو المسيح قال مرقس : وبينما بطرس في أسفل الدار جاءت فتاة من جواري رئيس الكهنة فقالت له : وأنت أيضاً قد كنت مع يسوع الناصري ؛ وقال متى : مع يسوع الجليلي، وقال لوقا : فلما رأته جارية جالساً عند الضوء ميزته فقالك هذا أيضاً كان معه، فأنكر وقال : ما أعرفه ؛ وقال متى : فجحد بين أيديهم أجميعن، وعند خروجه إلى الباب أبصرته جارية أخرى فقالت : وهذا أيضاً كان مع يسوع الناصري، فجحد أيضاً بيمين : إني لست أعرف الرجل، وبعد قليل تقدم الوقوف فقالوا لبطرس : بالحقيقة إنك منهم أنت لأن كلامك يدل عليك ؛ وقال مرقس : وأنت جليلي وكلامك يشبه كلامهم، وقال : حينئذ أقبل بطرس يلعن ويحلف : إني لست أعرف الإنسان، وفي الحال صاح.