صفحة رقم ٤٠٥
( خرجنا مع رسول الله ( ﷺ ) في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله ( ﷺ ) على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء.
وفي رواية : سقط قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ النبي ( ﷺ ) ونزل، فثنى رأسه في حجري راقداً.
فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ فجاء أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال : حبست النبي ( ﷺ ) في قلادة، فبي الموت لمكان رسول الله ( ﷺ ) وقد أوجعني، ثم إن النبي ( ﷺ ) استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت ) ) ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ( ) [ المائدة : ٦ ]، وفي رواية : فأنزل الله آية التيمم ) فتيمموا ( فقال أسيد بن حضير : لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة لهم، وفي رواية : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت : فبعثنا البعير الذي كنت عليه فإذا العقد تحته ( وفي رواية له عنها في النكاح أنها استعارت من أمساء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله ( ﷺ ) ناساً من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي ( ﷺ ) شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير : جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أم رقط إلا جعل الله لك منه مخرجاً، وجعل للمسلمين فيه بركة ) وهذا الحديث يدل على أن هذه الآية نزلت قبل آية النساء، فكانت تلك نزلت بعد ذلك لتأكيد هذا الحكيم ومزيد الامتنان به، لما فيه من عظيم اليسر وليحصل في التيمم من الجناية نص خاص، فيكون ذلك أفخم لشأنها وأدل على الاهتمام به.
المائدة :( ٧ - ٨ ) واذكروا نعمة الله.....
) وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ يَاأَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( ( )
ولما كان في هذه المأمورات والمنهيات خروج عن المألوفات، وكانت الصلاة أوثق عرى الدين، وكان قد عبر عنها بالإيمان الذي هو أصل الدين وأساس الأعمال،


الصفحة التالية
Icon