صفحة رقم ٤٧٣
فتحيى فقام يسوع وتبعه تلاميذه، فإذا امرأة بها نزيف دم منذ اثنتي عشرة سنة ؛ قال مرقس : أعيت من الأطباء، أنفقت كل مالها، لم تجد راحة بل تزداد وجعاً، فلما سمعت بيسوع - قال متى : جاءت من خلفه ومست طرفه ثوبه - فالتفت يسوع فرآها فقال لها : ثقي يا ابن إيمانك خلصك، فبرئت المرأة من تلك الساعة، وجاء يسوع إلى بيت الرئيس ؛ وقال مرقس : ولم يدع أحداً يتبعه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب - انتهى.
فنظر إلى الجمع مضطربين، فقال لهم : اخرجوا، لم تمت الجارية لكنها نائمة، فضحكوا منه، فلما خرج الجمع دخل وأمسك يدها فقامت الجارية ؛ وقال مرقس : وأخرج جميعهم وأخذ معه أبا الصبية وأمها والذين معه، ثم دخل إلى الموضع الذي فيه الصبية موضوعة، وأخذ بيدها وقال لها : طليثا قومي، الذي تأويله : يا صبية لك أقول : قومي، فللوقت قامت الصبية ومشت، وكان لها اثنتا عشرة سنة، فبهتوا وعجبوا عجباً عظيماً، فأمرهم كثيراً أن لا يُعْلِموا أحداً بهذا، وقال : أطعموها تأكل ؛ وقال متى : وخرج خبرها في جميع تلك الأرض.
المائدة :( ٤٧ - ٤٨ ) وليحكم أهل الإنجيل.....
) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( ( )
ولما كان التقدير : آتيناه ذلك لينتهي أهل التوراة عما نسخه منها، عطف عليه قوله :( وليحكم ( في قراءة حمزة بكسر اللام والنصب، والتقدير على قول الجماعة بالإسكان والجمع والجزم : فلينته أهل التوراة عما نسخ منها وليحكم ) أهل الإنجيل ( وهم أتباع عيسى عليه السلام ) بما أنزل الله ) أي الواحد الأحد الذي مام أودعناه إياه من الأحكام والمواعظ الجسام.
ولما كان التقدير : فنم انتهى فأولئك هم المسلمون، ومن حكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم المفلحون، عطف عليه قوله :( ومن لم يحكم بما أنزل الله ) أي الملك الأعلى الذي لا أمر لأحد معه، فله كل شيء وليس لأحد معه شيء، وكل شيء إليه مفتقر، ولا افتقار له إلى شيء فيه أو في غيره ؛ وهو غير منسوخ، تديناً بتركه أو لشهوة دعت ) فأولئك ) أي البعداء عن كل خير البغضاء ) هم الفاسقون ) أي المختصون


الصفحة التالية
Icon