صفحة رقم ٨٦
فينا، ورأينا مجده مجداً مثل الوحيد الممتلىء نعمة، وحقاً يوحنا شهد من أجله وصرخ وقال : هذا الذي قلت إنه يأتي بعدي كان قبلي، لأنه أقدم مني، ومن امتلائه نحن بأجمعنا أخذنا نعمة من أجل الناموس بموسى أعطى، والنعمة والحق أوحيا بيسوع المسيح الذي لم يره أحد قط، الابن الوحيد.
هذه شهادة يوحنا إذا أرسل إليه اليهود من يروشليم كهنة ولاويين - أي ناساً من أولاد لاوي - ليسألوه : من أنت، فاعترف وأقر أني لست المسيح، فسألوه : فمن الياء ؟ فقال : لست أنا النبي، قال : كلا فقالوا له : فمن أنت لنرد الجواب إلى الذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك ؟ قال : أنا لاصوت الصارخ في البرية : سهلوا طريق الرب - كما قال أشعيا النبي.
فأما أولئك الذين أرسلوا فكانوا من الفريسيين فقالوا : ما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا ألياء ولا النبي ؟ أجابهم يوحنا : أنا أعمدكم بالماء، وفي وسطكم قائم ذاك الذي ليستم تعرفونه، الذي يأتي بعدي وهو أقوى مني، وهو قبلى كان، ذاك الذي لست مستحقاً أن أحل سيور حذائه.
هذا كان في بيت عنيا في عبر الأردن حيث كان يوحنا يعمد.
قال لوقا : فأما هيرودس رئيس الربع فكان يوحنا يبكته من أجل هيروديا امرأة أخيه فيلفوس ولأجل الشر الذي كان هيرودس يفعله، وزاد على ذلك أنه طرح يوحنا في السجن ؛ وقال مرقس وقد ذكر آيات أظهرها المسيح : وسمع هيرودس الملك وقال : إن يوحنا المعمدان قام من الأموات، ومن أجل تلك القوات يعمل، وقال آخرون : إنه ألياء، وآخرون : إنه نبي كواحد من الأنيباء، فلما سمع هيرودس قال : أنا قطعت راس يوحنا ؛ وفي متى : وفي ذلك الزمان سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع فقال لغلمانه : هذا هو يوحنا المعمدان، وهو قام من الأموات، من أجل هذه القوات يعمل، وكان هيرودس قد أمسك يوحنا وشده وجعله في السجن، وقال مرقس : وحبسه من أجل هيروديا امرأة فيلفوس، لأنه كان قد تزوجاه وقال له يوحنا : ما يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، وكانت هيروديا حنقة عليه تريد قتله، ولم تقتله لأن هيرودس كان يخاف من يوحنا، لأ، ه يعلم أنه رجل صديق قديس ويحفظه ويسمع منه كثيراً بشهوة، وكان في يوم من الزمان وافى هيرودس مولود، فصنع وليمة لعظمائه ورؤسائه ومقدمي الجليل، ودخلت ابنة هيروديا فرقصت، فوافق ذلك هيرودس وجلساءه، فقال الملك للصبية : سلي ما أردت فأعطيك وحلف لها أني أعطيك ما سألت ولو كان نصف ملكي، فخرجت وقال لأمها : أي شيء أسأله ؟ فقالت : رأس يوحنا المعمدان، فرجعت للوقت بسرعة إلى الملك وسألت يوحنا على طبق، فحزن الملك، ومن أجل اليمين ولامنكبين لم ير منعها، فأنفذ سيافاً من ساعته وأمر أن يؤتى برأسه في طبق،