صفحة رقم ١٢٤
دوامها بعد الإيجاد من غيرهم، فإن الكل لو دخلوا فيها ما ضاقت بهم، فهي في نفسها واسعة ولكني أفعل ما أشاء ولما ذكر نظرهم إلى الخالق بالانتهاء عما عنه والاتئمار بما أمر به، أتبعه النظر إلى الخلائق فقال :( ويؤتون الزكاة ( ولعله خصها لأن فرضها كان في هذا الميقات كما تقدم في البقرة ولأنها أمانة فيما بين الخلق والخالق كما ان صفات النبي ( ﷺ ) التي كتبها لهم وشرط قبول أعمالهم باتباعه كذلك ؛ ثم عمم بذكر ثمرة التقوى فقال مخرجاً لمن يوجد منه ذانك الوصفان في الجملة على غير جهة العموم :( والذين هم بآباتنا ( اي كلها ) يؤمنون ) أي يصدقون بالقلب ويقرون باللسان ويعملون تصديقاً لذلك بالأكارن، فلا يكفرون ببعض ويؤمنون ببعض.
الأعراف :( ١٥٧ ) الذين يتبعون الرسول.....
) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ( )
ولما كان اليهود ربما ادعوا ذلك ذلك مكابرة، وأضح غاية افيضاح بقوله :( الذين يبتغون ( اي بغاية جهدهم ) الرسول ( ولما كان هذا الوصف وحده غير مبين للمراد ولا صريح في الرسالة عن الله ولا في كونه من البشر، قال :( النبي ) أي الذي يأتيه الوحي من الله فبدأ بالأشراف وثنى بما خصه برسالة الله وكونه من الآدمين لا من الملائكة.
ولما لم يتم المراد، قال مبيناً لأعظم المعجزات، وهي أ ؟ ن علمه بغير مفلم من البشر :( الأمي ) أي الذي هومع ذلك العلم المحيط على صفة الأم، وأمه العرب لا يكتب ولا يقرأ ولا يخالط العلماء العلماء للتعليم منهم بل لتعليمهم، فنطبق الوصف على الموصوف مع التنوية بجلالة الأوصاف والتشويق إلى الموصوف، ولم يعطف لئلا يوهم تعداد الموصوف - والمعنى أني لا أغفر لأحد من بني إسرائيل ولا من غيرهم إلا إن اتبع محمد ( ﷺ )، وهذا الاتباع تارة يكون بالقوة فقط لمن تقدم موته على زمانه وتارة يخرج منة القوة إلى الفعل ممن لحق زمانه دعوته، فمن علم الله منه أنه لا يتبعه إذا أدركه لا يغفر له ولو عمل جميع الطاعات غير ذلك، وعرفه لهم بجميع خواصه حتى لا يتطرق إليه عند مجيئه ولا ريب يتعلل في أمره بعلة، ولذلك أتبعه بقوله :( الذي يجدونه ) أي علماء بني إسرائيل ؛ ولما اشتد تشوف بذكر الوجدان، قال :( مكتوباً ( ثم قرب الأمر بقوله :( عندهم ( ثم بين أنه مما لا يدخله شك بقوله :( في التوارة والإنجيل ( أي