صفحة رقم ١٣
فاستأنف قوله ) قال ( مسبباً عن إبائه قوله :( فاهبط منها ( مضمراً للدار التي كان فيها وهي الجنة فإنها لا تقبل عاصياً وعبر بالهبوط الذي يلزم من سقوط المنزلة دون الخروج، لأن مقصود هذه السورة الإنذار وهو أدل عليه وسبب عن أمره بالهبوط الذي معناه النزول والحدور والانحطاط والنقصان والوقوع في شيْ منه قوله :( فما يكون ) أي يصح ويتوجه بوجه من الوجوه ) لك ان تكبر ) أي تتعمد الكبر وهو الرفعة في الشرف والعظمة والتجبير، ولا مفهوم لقوله ( لك ) ولا لقوله ) فيها ( بوجود الصرائح بالمنع من الكب مطلقاً
٧٧ ( ) إنه لا يحب المستكبرين ( ) ٧
[ النحل : ٢٣ ]
٧٧ ( ) كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر ( ) ٧
[ غافر : ٣٥ ]
٧٧ ( ) قال الذين استكبروا إنا كل فيها ( ) ٧
[ النساء : ٤٨ ] وإنما قيد بذلك تهويلاً للأمر فكأنه قيل لا ينبغي التكبر إلا لنا، وكلما قرب الشخص من محل القدس الذب هو مكان المطعين المتواتضعين جل تحريم الكبر عليه ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل كبر ) رواه مسلم وغيره عن من الجنة دار رضي الله عنه، وسبب عن كونها لا تقبل الكبر قوله :( فاخرج ) أي من الجنة دار الرضوان، فانتقى أن يكون الهبوط من موضع عال من الجنة إلى موضع منها أحط منه، ثم علل أمره بالبوط والخروج بقوله مشيراً إلى كل من ظهر الاستكبار ألبس الصغار ) إنك من الصاغرين ( اي الذين هم أهل للطرد والبعد والحقارة والهوان ولما علم أن الحسد قد أبعده ونزل به عن ساحة الرضى وأقعده تمادى فيه فسأل ما يتسبب به إلى إنزال المحسودين عن درجاتهم العاليه وذلك فقال ) قال ( إي إبليس وهو إستئناف ؛ ولما كان السياق ولاسيما الحكم بالصغار العاري عن تقيد - يأبى لأن يكون سبباًلسؤله الانتظار ذكره بصيغة الإحسان فقال ) أنظرني ( أبالإهمال أي اجعلني موجوداً بحيث أنظر واتصرف في زمن ممتد ) إلى يوم يبعثون ) أي من القبور، وهو يوم القيامة، وكان للعين طلب بهذا أنه لا يموت فإن ذلك الوقت ليس وقتاً للموت إنما هو وقت إضافة الحياة البدية في شقاوة أو سعادة فأعلم سبحانه أنه حكم له بالانتظار لكن لا على ما أراده ولا على أنه إجابة لهولكن هكذا سبق في الزل في حكمه في قديم علمه، وإليه يرشد التعبير بقوله :( قال إنك من المنظرين ( اي في الجملة، ومنعه من الحماية عن الموت بقوله كما ذكره في سورتين الحجر وص


الصفحة التالية
Icon