صفحة رقم ٢٠
إلى ذلك الداء وإعلاماً بأن نفس الكشف نقص لا يصلح لحضرات الكمال وقال :( وريشاً ( إشارة غلى أنه سبحانه زادنا على الساتر ما به الزينة والجمال استعارة من ريش الطائر مجبباً فيما يبعد من الذنب ويقرب إلى حضرة الرب.
ولما ذكر اللباس الحسي وقسمه على ساتر ومزين أتبعه المعنوي فقال مشيراً بقطعة في قراءة الجمهور عما قبله - غلى كمال تعظيمه حثاً عليه وندباً إليه :( ولباس التقوى ( فعلم أن ساتر العورات حسي ومعنوي فالحسي لباس الثياب، والمعنوي التحلي بما يبعث على المناب ؛ ثم زاد في تعظيم المنوي بقوله :( ذلك خير ) أي ولباس التقوى هو خير من لباس الثياب، ولكنه فصل باسم افشارة المقترن بإداة البعد إيماء إلى علو رتبته وحسن عاقبته لكونه أهم اللباسين لن نزعه يكون بكشف العورة الحسية والمعنوية فلو تجمل الإنسان باحسن الملابس وهو غير متق كان كله سوءات، ولوكان متقياً وليس عليه إلا خريفة تواري عورته كان في غاية الجمال والستر والكمال بل كان مكشوف العورة في بعض الأحوال كما قال ( ﷺ ) ( ستر ما بين عوراتكم وأعين الجن ان يقول أحدكم إذا دخل الخلاء : بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) رواه الترمذي وابن ماجه عن علي رضى الله عنه والذي يكاد يقطع به أن المعاصي سبب إحلال السوءة الذي منه ضعف البدن وقصر العمر حساً أو معنى بمحق البركة منه لما يفهمه ما تقدم في البقرة في بدء الخلق عن التوراة أن الله تعالى قال لآدم عليه السلام كل من جميع اشجار الفردوس فأما شجرة علم الخير والشر فلا تاكل منها لأنك في اليوم الذي تاكل منها تموت موتاً تتهيا للموت حساً، ويقضي عليك بالاشتغال بأسباب المعيشة فيقصر عمرك معنى بذهاب بركته - والله اعلم ولما كان في شرع اللباس تمييز الإنسان عن بقية الحيوان وتهيئة اسبابه التي لم يجدها آدم عليه السلام في الجنة من الفضل والنعمة والدلالة على عظمة المنعم ورحمته وقدرته واختياره ما هو معلوم، قال :( ذلك ) أي إنزال اللباس ) من ىيات الله ) أي الذي حاز صفات الكمال الدالة على فضله ورحمته لعباده، ولعل الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ) لعلهم يذكرون ( - لو على أدنى وجوه التذكير بما يشير إليه الإدغام - لئلا يقول المتعنت : إن الحث على التذكير خاص بالمخاطب ويدعي أنه المسلمون فقط أي أنزلنا ذلك ليكون حالهم حال من يتذكر فيعرف أنه يستقبح منه ما يستقبح من غيرهولما كان المقصود من ذكر القصص لا سيما قصص الأنبياء الاعتبار بها فكان بيان ما وقع بين آدم عليه السلام وبين الشيطان من شديد العدواة مقتضياً للتحذير من الشيطان وكان المقام خطراً والتخلص عسراً أشار إلى ذلك بالتأكد وبيان ما سلط