صفحة رقم ٢٠١
ادعاؤه عنادهم وعدم انقيادهم، وتحقيقه أن النفي إنما هو زيادة التولي الناشئة عن الإسماع، فالمعنى : ولو أسمعهم لزادوا إعراضاً، فالمنفي في هذا السياق تلك الزيادة - والله الموفق ولماكان ما مضى من نكال الكافرين مسبباً عن عدم الاستجابة، أمر المؤمنين بها تحذيراً من الكون الكفرة في مثل حالهم فيحشروا معهم في مآمهم فقال :( يأيها الذين آمنوا ) أي أقروا بالإيمان بألسنتهم ) استجيبوا ) أي صدقوا دعواكم ذلك بإيجاد الإجابة إيجاد من هو في غاية الرغبة فيها ) الله ) أي واجعلوا إجابتكم هذه خاصة للذي له جميع صفات الكمال ) وللرسول ( الذي أرسله إلى جميع الخلق ولما كان ( ﷺ ) يدعوهم لا محالة لأن الله تعالى أمره بدعائهم، وكان لا يدعوهم إلا إلى ما أمره الله به، وكان سبحانه لا يدعون إلا إلى صلاح ورشد ؛ عبر بأداة التحقيق ووحد الضمير وشوق بإثمار الحياة فقال :( إذا دعاكم ) أي الرسول بالندب والتحريض ولما كان اجتناء ثمرة الطاعة في غاية القرب، نبه على ذلك باللام دون ( إلى ) فقال :( لما يحييكم ( اي ينقلكم بعز الإيمان والعلم عن حال الكفرة من الصمم والبكم وعدم العقل الذي هو الموت المعنوي إلى الحياة المعنوية، ولا يعوقكم عن الاستجابه في أمر من الأمور أن تقولوا : إنا استجبنا إلى الإيمان وكثير من شرائعه، فلولا أن ربنا علم فينا الخير ما أسمعنا، فنحن ناجون ؛ روى البخاري في التفسير وغيره عن أبي سعيد ابن المعلي رضي الله عنه قال ( كنت أصلي فمر بي رسول الله ( ﷺ ) فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال : ما منعك أن تأتي ؟ فقلت كنت أصلي، فقال :( ألم يقل الله ) يأيها الذين آمنوا استجيبوا ( ( - الآية، ثم قال :( لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد، ( فذهب رسول الله ( ﷺ ) ليخرج فذكرت له فقال :( هي ) الحمد لله رب العلمين ) [ الفاتحة : ١ ] ( هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) وللترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي ( ﷺ ) خرج على أبي بن كعب رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله ( ﷺ ) فقال : السلام عليك يارسول الله فقال رسول ( ﷺ ) :( يا أبيّ ( وهويصلي، فالتفت ابيّ فلم يجبه وصلى أبيّ فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله ( ﷺ ) :( وعليك السلام، ما منعك ياأبيّ أن تجيبني إذ دعوتك، ( فقال : رسول الله إني كنت في الصلاة، قال :( فلم تجد فيما أوحي الله إليّ أن ) استجيبوا الله وللرسول غذا دعاكم لما


الصفحة التالية
Icon