صفحة رقم ٣٢
إلى حالهم في ذلك فقال مجيباً له :( كلما دخلت أمه ) أي منهم في النار ) لعنت أختها ( اي القريبة منها في الدين والملة التي قضيت ىثارها واتبعت منارها، يلعن اليهود اليهود والنصارى النصارى - وهكذا، واستمر ذلك منهم ) حتى إذا اداركوا ( اي تداركوا وتلاحقوا، يركب بعضهم بعضاً - بما يشير أليه افدغام ) فيها جميعاً ( لم يبق منهم أمة ولا واحد من أمة ) قالت أخراهم ( اي في الزمن والمنزلة، وهم الأتباع والسفل ) لأولاهم ) أي لأجلهم مخاطبين لله خطاب المخلصين ) ربنا ) أي الذي ما قطع إحسانه في الدنيا عنا على ما كان منا من مقابلة إحسانه بالإساءة ) هؤلاء ) أي الأولون ) اضلونا ) أي لكونهم أول من سن الضلال ) فاتهم ) أي أذقهم بسبب ذلك ) عذاباً ضعفاً ) أي يكون بقدر عذاب غيرهم مرتين لأنهم ضلوا وأضلوا لأنهم سنوا الضلال ( ومن سنَّ سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ومنه ( لا تقتل نفس ظلماً إلا على آدم الأول كفل من دمها ) لأنه أول من سن القتل، ثم أكدوا شدة العذاب بقولهم :( من النار ( ولما كان كانه قيل : لقد قالوا ماله وجه، فبم أجيبوا ؟ قيل :( قال ) أي جواباً لهم ) لكل ) أي من السابق واللاحق والمتبوع والتابع ) ضعف ( وإن لم يكن الضعفاء متساويين لأن المتبوع وإن كان سبباً لضلال التابع فالتابع أيضاً كان سبباً لتمادي المتبوع في ضلاله وشدة شكيمته فيه بتقويته بالاتباع وتاييده بالمناضله عنه والدفاع ؛ ولما كانوا جاهلين باستحقاقهم لسبب هذه الدقيقة قال :( ولكن لا تعلمون ) أي بذلك ولما ذكر ملام الآخرين على الولين، عطف عليه جواب الأولين فقال ) وقالت اولاهم ) أي أولى الفرق والأمم ) لأخراهم ( مسببين عن تاسيسهم لهم الضلال ودعئهم إليه ) فما كان لكم علينا ) أي بسبب انقيادكم لنا واتباعكم في الضلال ) من فضل ) أي لنحمل عنكم بسببه شيئاً من العذاب لنه لم يعد علينا من ضلالكم نفع وقد شاركتمونا في الكفر ) فذوقوا ) أي بسبب ذلك ) العذاب ( في سجين ) بما ( اي بسبب ما ) كنتم تكسبون ( لا بسبب اتباعكم لنا في الكفر
الأعراف :( ٤٠ - ٤٢ ) إن الذين كذبوا.....
) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن