صفحة رقم ٣٢٦
قد علم أنه لا بد لأمته من حظ من مضاء كلمة العدل فيهم وحق كلمة العذاب عليهم وإجراء بعضهم دون كلهم على سنة من تقدمهم من اهل الكتب الماضية فب المؤاخذة بذنوبهم وإنفاذ حكم السطوة فيهم فأخذهم الله بذنوبه
٧٧ ( ) فكلاً أخذنا بذنبه ( ) ٧
[ العنكبوت : ٤٠ ] ولم ينفعهم الرجوع عند مشاهدة الآيات
٧٧ ( ) الأن وقد عصيت قبل ( ) ٧
[ يونس : ٩١ ]
٧٧ ( ) لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم ( ) ٧
[ الأنبياء : ١٣ ] وذلك أن كل مطالع بالعذاب راجع - ولا بد - عن باطله حين لا ينفعه
٧٧ ( ) وحرام على قرية أهلكناها إنهم لا يرجعون ( ) ٧
[ الأنبياء : ٩٥ ]
٧٧ ( ) إلا قوم يونس لما آمنوا كسفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ( ) ٧
[ يونس : ٩٨ ] لما أبطن تعالى في قلب نبيهم عليه السلام عزماً على هلاكهم، أظهر تعالى رحمة عليهم، ولما ملأ نبيه ( ﷺ ) رحمه لأمته : كافرهم ومؤمنهم ومنافقهم، أشار بآي من إظهار مؤاخذاتهم وأعلم بكف نبيه ( ﷺ ) عن تألفهم وأحسبه بمؤمنهم دون كافرهم ومنافقهم
٧٧ ( ) يأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ( ) ٧
[ الأنفال : ٦٤ ] وكل ذلك معلوم عنده ( ﷺ ) قبل وقوعه بمضمون قوله تعالى :( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا (
٧٧ ( ) سنة الله التي قد خلت من قبل ( ) ٧
[ الفتح : ٢٣ ]،
٧٧ ( ) فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ( ) ٧
[ يونس : ٩٤ ]،
٧٧ ( ) كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ( ) ٧
[ ٍالحجر : ١٢ - ١٣ ] ولذلك قال ( ﷺ ) حين أنزل عليه
٧٧ ( ) فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ( ) ٧
[ يونس : ٩٤ ] :( أما أنا فلا أشك ولا أسأل )، لأنه قدعلم جملة أمر الله أن منهم من يتداركه الرحمة ومن يحق عليه كلمة العذاب، ولكنه لا يزال ملتزماً لتألفهم واستجلابهم حتى يكره على ترك ذلك بعلن خطاب نحو قوله تعالى :
٧٧ ( ) عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك إلا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلاً إنها تذكره فمن شاء ذكره ( ) ٧
[ عبس : ١ - ١٢ ] ونحو قوله تعالى :
٧٧ ( ) ما كان لنبي أنة يكون له أسرى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم ( ) ٧
[ الأنفال : ٦٧ - ٦٩ ] فهذه الآي ونحوها يسمعها العالم بموقعها على إكراه لنبي الرحمة حتى يرجع إلى عدلنبي الملحمة من جملة امداح القرآن له والشهادة بوفائه بعهد ووصية حتى تحقق له تسميته بنبي الرحمة ثابتاً على الوصية ونبي الملحمة إمضاء في وقت لحكم الحق وإظهار العدل، فهو ( ﷺ ) بكل القرآن ممدوح وموصوف بالخلق العظيم جامع لما تضمنته كتب


الصفحة التالية
Icon