صفحة رقم ٣٥١
ويكفرون تسوية خلق ارحمن ويدعون لأنفسهم افعال الله فيقولون : فعلنا وصنعنا واحسنا وعاقبنا - كلمة نمرودية، آتاهم ما لم يشعروا باختصاص الله فيه بأمر كالذي حاج إ براهيم في ربه ان آتاه الله الملك حين قال : أنا أحيي وأميت، هذه هي المجوسية الصرف والقدرية المخضة التي لا يصح دين الإسلام معها، لأن المسلم من أسلم الخلق والأمر لربه
٧٧ ( ) أسلمت وجهي لله ومن اتبعن ( ) ٧
[ آل عمران : ٢٠ ]،
٧٧ ( ) ألا له الخلق والأمر ( ) ٧
[ الأعراف : ٥٤ ] وما سوى ذلك قدرية وهي مجوسية هذه الأمة حيث جعلوا للعبد شركة في قعل الرب وجعلوا له معه تعالى هو يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ؛ قال ( ﷺ ) ( القدرية مجوس هذه الأمة ) فكل ما انزل الله عز وجل في القرآن الجامع لذكر جميع الملل والأديان مما عزاه لمن وزع الأفعال بين الحق والخلق من كلام ذي فرعنة أو نمرودية أو ذي سلطان فللمعتقد المدح والذم حظ منه على حسب توغلهم واستغراقهم في الذين زعموا أنهم فيهم شركاء فخافوهم ورجوهم، فكل خائف من الخلق أو راج منهم من عداد الذين آمنوا والذين اسلموا في هذه الأمة فهم من مجوس هذه الأمة، فليسمع السامع ما يقرؤه من ذلك حجة عليه ليسأل الله تعالى التخلص منها وليعلم ان ذلك لم يزل حجة عليه وإن كان لم يشعر به قبل.
فهذا وجه من وقوع المجوسية في هذه الأمة، وأما وجه وقوع الصائبة ونظيرها في هذه الأمة - فما غلب على أكثرهم وخصوصاً ملوكها وسلاطينها وذوو الرئاسة منها من النظر في النجوم والعمل بحسب ما تظهره هيئتها عندهم من سعد ونحس والاستمطار بانجوم والاعتماد على الأنواء وإقبال القلب على الآثار الفلكية قضاء بها وحكماً بحسب ما جرى عليه الخليون الذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون - من العناية بها، قال ( ﷺ ) :( أربعة من أمتى هن بهم كفر وليسوا بتاركيهن ) - فذكر منها الاستمطار بالنجوم فالمتعلق خوفهم ورجاؤهم بالآثار الفلكية هم صائبة هذه الأمة كما أن المتعلق خوفهم ورجاؤهم بدرهمهم ودينارهم هم مشركو هذه الأمة وما انطوى عليه سر كل طائفة منهم مما تعلق به خوفهم