صفحة رقم ٤٣
غيره اليمن والبركة وكثرة الاثار الفاضلة والنتائج الشريفة ) الله ) أي دو الجلال والإكرام ولما دل على أنه يستحق هذا الثناء لذاته، دل على أنه يستحقه لصفاته فقال :( رب العالمين ) أي مبدع ذلك كله ومربيه خلقاً وتصريفاً بامره، وفي الجزء السادس من فزوائد المخلص عن سفيان بن عيينه أن قال : ما يقول هذه الدوبية - يعني بشراً المريسي ؟ قالوا : يا أبا محمد يزعم أن القرآن مخلوق فقال : كذب، قال الله عزّ وجلّ ) ألا له الخلق والأمر ( فالخلق خلق الله، والأمر القرىن - انتهى.
وهذا الذي فسر به مما تحتمله الاية بأن يكون الأمر هو المراد بقوله ) بأمره ( وهو الإرادة والكلام مع احتمال ما قدمته.
الأعراف :( ٥٥ - ٥٧ ) ادعوا ربكم تضرعا.....
) ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( ( )
ولما ذكر تعالى تفرده بالخلق والمر المقتضى لتفرده بالعبادة للتوجيه إلى تحصيل المعارف النفسانية والعلوم الحقيقة، أمر بهذا المقتضى اللائق بتلك المعارف، وهو الدعاء الذي هو مخ العبادة فقال :( ادعوا ربكم ) أي الدائم الإحسان إليكم دعاء عبادة وخضوع ) تضرعاً ) أي تذللاً ظاهراً ) وخفية ( اي وتذللاًباطناً، وقد أثنى على عبده زكريا عليه السلام فقال :( ) إذ نادى ربه نداء خفياً ( ) [ مريم : ٣ ] اي اجمعوا إلى خضوع الظاهر خضوع الباطن، أي أخلصوا لع العبادة إنه يحب المخلصين لأن تفرده بان يدعى هو اللائق بمقام عن الربوبية، والتذلل على هذه الصفة هو اللائق بمقام عز الربوبية، والتذلل على هذه الصفة هو اللائق بمقام ذل العبودية، وهذا هو المقصود من الدعاء لا تحويل العلم الزلي، وهو المقصود من جميع العبادات فإن العبد لا يدعو إلا تحويل العلم الأزلي، وهو المقصود من جميع العبادات، وقد جمع هذا الكلام على وجازته كل ما يراد تحقيقه وتحصيله من شرائط الدعاء بحيث إنه لا مزيد عليه، ومن فعلخلاف ذلك فقد تجاوز الحد، وإلى ذلك أوماً بتعليله بقوله :( إنه لا يحب المعتدين ( اي المجاوزين لما أمروا به في الدعاء وغيره، قالوا فامعنى أن من ترك هذا لا يحبه الله أي لا يثيبه ولا يحسن إليه، فالآية من